أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش اليوم الأربعاء في تونس، أن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء يحمل رسائل قوية ترمي إلى إعادة إطلاق البناء المغاربي. وقال البكوش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش منتدى القمة المصرفية المغاربية، الذي انطلق اليوم، بقمرت في ضاحية تونس العاصمة، إن إيجاد الآلية السياسية المشتركة للحوار والتشاور بين المغرب والجزائر الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء "سيكون دافعا هاما جدا لمسيرة الاتحاد ولإنعاشه ولجعله يحقق طموحات شعوبه".
وأبرز الطيب البكوش أن الأمر يتعلق "بمؤشر قوي" يعكس الإرادة في إعادة إطلاق الاتحاد المغاربي، مضيفا أن خطاب جلالة الملك شدد على ضرورة "إعطاء نفس ودفع جديد لاتحاد المغرب الكبير والدعوة المباشرة والصريحة للأشقاء الجزائريين" لإيجاد آلية للحوار والتشاور.
وأعرب البكوش في هذا الصدد عن اعتقاده بأن "الأشقاء الجزائريين سيستجيبون أيضا" لهذه المبادرة التي ستكلل بالنجاح.
وأضاف أن الشهور المقبلة قد تشهد فتح آفاق جادة من أجل تحريك الأمور نحو الأفضل، مشيرا إلى أن جهودا تبذل في هذا الاتجاه ظهرت من خلال بعض المؤشرات ومنها على الخصوص الموقف الذي عبر عنه جلالة الملك.
وأبرز من جهة أخرى أن دول المنطقة مدعوة أكثر فأكثر إلى الإسراع في ترسيخ قواعد ومرتكزات الاندماج المغاربي، مشددا على أن الدول المغاربية ليس لها من خيار مبدئيا إلا المضي قدما لبناء سوق اقتصادية مغاربية قصد الاندماج في الفضاء الإفريقي والأورومتوسطي.
وسجل البكوش أنه رغم الصعوبات الظرفية فقد أمكن بفضل تضافر جهود دول المنطقة وضع منظومة تشريعية ومؤسساتية وأطر تعاون ت عنى بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية بما يهيئ الأرضية الملائمة للمسار الاندماجي المغاربي.
وأضاف أن بناء الاتحاد المغاربي سيتأتى بفضل توسيع المبادلات في المنطقة وتحقيق التكامل الاقتصادي بهدف الوصول إلى مرحلة الاندماج.
وأشاد محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، من جهته، بالمبادرة الملكية المتمثلة في الدعوة إلى إيجاد آلية سياسية مشتركة تنكب على دراسة كل القضايا الثنائية من أجل التوصل إلى حلول موضوعية.
ووصف الوضع الذي يعاني منه الاتحاد المغاربي بأنه "مؤلم"، مذكرا بأن التجارة البينية في المنطقة المغاربية لا تمثل سوى 3 في المائة من مجموع التجارة الخارجية للبلدان الخمسة في المنطقة.
وبعد أن أشار إلى أن المنطقة تزخر بمؤهلات اقتصادية وطبيعية هائلة، أبرز أن تكلفة اللامغرب عربي باهظة بالنسبة لكل بلدان المنطقة وتتسبب في خسائر سنوية بقيمة 1 في المائة من الناتج المحلي الخام لكل بلد.
وشدد على أن هذا الوضع له انعكاسات مباشرة على اقتصادات بلدان المنطقة، المدعوة إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل إعادة إطلاق الاتحاد المغاربي والاستجابة لتطلعات شعوبه، مؤكدا على ضرورة خلق ديناميكية جديدة للتغلب على العقبات التي تقف أمام تنمية الاتحاد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة من القمة المصرفية المغاربية المنظمة تحت شعار "تطور النشاط المصرفي: التحديات والآفاق بالنسبة للمصارف المغاربية" والتي يشارك فيها المغرب ممثلا بالمدير العام للتجمع المهني للابناك بالمغرب ا الهادي شايب عينو، ستتدارس، على مدى يومين، العديد من المحاور على غرار التطورات التنظيمية وتحول البنك التقليدي والشبكات البنكية والخدمات الجديدة التي تتيحها رقمنة البنوك.
كما ستناقش الدورة "دور البنوك في الاندماج المغاربي" و "مكافحة تبييض الأموال" و"موقع التمويل الإسلامي في المشهد البنكي المغاربي".
يذكر أن اتحاد المصارف المغاربية، تأسس في 7 دجنبر 1990 بمبادرة من رؤساء أبناك دول المغرب العربي: المغرب وتونس، والجزائر، وليبيا، وموريتانيا.