كان جمهور الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، أمس الاثنين بمقر مكتبة الأمير بندر بن سلطان بأصيلة، على موعد مع الأوركسترا العربية الأندلسية بفاس، بقيادة الأستاذ محمد بريول، الذي اتحف الحضور بمعزوفات وموشحات رائعة. وابدع الجوق في شد أسماع الجمهور، من مختلف الأعمار، واستقطابه للاستمتاع إلى أمداح نبوية ونوبات أندلسية من التراث التقليدي الأصيل، فتفاعل معها بشكل كبير. وأدت الأوركسترا نوبة "الحجاز الكبير" على حركات ميزان البسيط وميزان القايم ونصف ميزان القدام ومواويل وأناشيد صوفية من بينها "الفياشية" و"وقفت ببابك" و"لاإله إلا الله"، التي ألهبت الأكف بالتصفيق، ورددتها حناجر مئات الوافدين على مقر الحفل الساهر. وفي تصريح للصحافة، أعرب بريول عن سعادته للمثول للمرة الثانية أمام جمهور موسم أصيلة الثقافي الدولي، المعروف ببرمجته الفنية الراقية، لتقديم شذرات من التراث الفني الوطني الأصيل، مشيرا إلى أن الريبرتوار الذي تم تقديمه هذه الليلة تم اختياره بعناية لتواصل أفضل مع الجمهور. والتحق محمد بريول، المزداد بفاس سنة 1954، بالمعهد الموسيقي دار اعديل (أول معهد للموسيقي الأندلسية بالمغرب)، ودرس على يدي شيخه وأستاذه عبد الكريم الرايس، ثم التحق بالمعهد الوطني للموسيقى والفن المسرحي للتكوين في الموسيقى الغربية. وكان أول مغربي يحصل على الجائزة الأولى في مادة الصولفيج وجائزة الشرف في الموسيقى الأندلسية، ما مكنه من التدريس بمعهدي فاس والرباط للموسيقى. وحصل على جوائز في الموسيقى الأندلسية، من ضمنها جائزة المغرب في الآداب والفنون عن مؤلفه "الموسيقى الأندلسية.. نوبة غريبة الحسين" رواية عن الأستاذ عبد الكريم الرايس. وفي سنة 1992، تم توشيحه بوسام ملكي عن مشاركته في تسجيل ميزانين في أنطولوجية الموسيقى الأندلسية، وعين سنة 1996 مديرا للمعهد الموسيقي في فاس. وللفنان محمد بريول، الذي قاد مجموعات عزف بمشاركة مع أجواق سمفونية غربية، اجتهادات في مزج الموسيقى الأندلسية بإيقاعات أمازيغية.