وجد العلماء ضعفا في البكتيريا المسببة للأمراض، وهو ما يمكن استخدامه في تطوير عقاقير قادرة على التغلب على مقاومة المضادات الحيوية. ووصفت منظمة الصحة العالمية مقاومة المضادات الحيوية بأنها "حالة طوارئ صحية عالمية"، وحذر البروفيسور ديم سالي ديفيز، كبير الأطباء في إنكلترا، من "صراع ما بعد المضادات الحيوية" ما لم يتم تطوير أدوية جديدة.
وكشفت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق دولي من الباحثين ونشرت في مجلة "PLOS Biology"، عن ضعف في "الجدار" الواقي للخلايا البكتيرية، والذي يمكن استهدافه بالمضادات الحيوية.
وتكون "البكتيريا سالبة غرام"، وهي المسؤولة عن الإصابة بأمراض مثل الطاعون الدبلي والسيلان، محاطة بغشاءين يعرفان معا باسم "المُغلف" (envelope).
ومن خلال تعطيل الاتصال مع هذا الجدار الواقي، وجد العلماء أنه يمكن أن يقلل من الاستجابة الوقائية للبكتيريا للمضادات الحيوية، والتي تتم بواسطة جزئيات بروتين داخل الأغشية.
وقال البروفيسور جان فرانسوا كوليت، من جامعة كاثوليك دي لوفين، والذي شارك في تأليف الدراسة: "على الجدار الواقي يوجد بروتين يعمل بمثابة حارس، وعندما تكون هناك مضادات حيوية قادمة، فإن هذا البروتين سيشعر بذلك، ما يجعله يتحول إلى داخل الخلية ويتواصل مع بروتين آخر في الغشاء الداخلي".
وهذا الاتصال يسمح للبكتيريا بتطوير مقاومة للمضادات الحيوية، وباستخدام قنوات الاتصال يمكن للبكتيريا رصد وإصلاح الأضرار الناجمة عن المضادات الحيوية، أو حتى إزالة الأدوية التي دخلت الخلية.
وقال البروفيسور كوليت: "توصلنا إلى أنه إذا قمنا بزيادة المسافة بين الغشاءين، فإن البروتين عندما يتحول إلى داخل الخلية ويحاول الوصول إلى البروتينات الأخرى على الغشاء الداخلي، فإنه لن يتمكن من الوصول إليها".
واكتشف البروفيسور كوليت وزملاؤه أن هناك بروتينات تتحكم في المسافة بين الأغشية وأن العبث بها يسبب انهيار الاتصالات في البكتيريا.
ويعمل فريق البحث حاليا مع شركات الأدوية لتطوير مواد جديدة قادرة على "إزعاج" جدران الخلايا البكتيرية وفي النهاية مكافحة المرض.
وكما هو الحال مع أي دواء جديد، فإن المضادات الحيوية التي ستستهدف جدران الخلايا البكتيرية، ستحتاج إلى عملية طويلة من اختبارات سلامتها وفعاليتها قبل بدء استخدامها على نطاق واسع.