شعب بريس- محمد بوداري يحل عيد الأضحى كل سنة محملا بنفس المشاكل المتعلقة بارتفاع أسعار الأضحية و انتشار ظاهرة"الشناقة" واستفحال المضاربات التي تثقل كاهل المواطنين الذين يضطرون لدق أبواب البنوك ومؤسسات القروض التي تتفنن في إشهار عروضها لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن. ويطرح دائما سؤال حول الجهات المسؤولة عن مراقبة الأسعار وحماية المواطنين من جشع المضاربين وحماية المستهلك من المؤسسات الدائنة في ظل هزالة الرواتب الشهرية لأغلب المواطنين و تدهور القوى الشرائية لشرائح عريضة من الشعب المغربي. وبررت وزارة الفلاحة سبب ارتفاع الأسعار وغلاء أضحية العيد بارتفاع أسعار الأعلاف ووجود المضاربة ونقص الجودة، حيث تعدى ثمن الكيلوغرام الواحد من النخالة 3 دراهم و5 سنتيمات. ويعزوا المهنيون، بدورهم، ارتفاع ثمن أضحية العيد إلى أسعار الأعلاف، التي بلغت مستوى قياسيا، حيث بلغ سعر علف الشمندر هذه السنة إلى 3.30 دراهم للكيلوغرام بدل 1.90 درهم خلال السنة الماضية، وثمن النخالة إلى 3.20 دراهم للكيلوغرام مقابل 1.25 درهم، وارتفاع ثمن الكيلوغرام الواحد من السيكاليم المخصص لعلف الأبقار إلى 3.10 دراهم للكيلوغرام بدل 2.30 درهما المسجلة سنة 2010. وبخصوص العرض والطلب هذه السنة، توقعت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن يصل العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى إلى 6 ملايين رأس، منها 4.4 ملايين رأس من ذكور الأغنام و1.6 مليون رأس من الماعز وإناث الأغنام، في حين يبلغ الطلب 5,1 ملايين رأس، منها 4.7 مليون رأس من الأغنام، ما يعني أن العرض كاف لسد الطلب المرتقب. وساهم في هذه الوفرة وجود احتياطي مهم يناهز 1.2 ملايين رأس من ذكور الأغنام المتبقية من السنة الماضية والتي لم يتم تسويقها في العيد السابق. كما أن عيد الأضحى لهذه السنة يأتي بعد ثلاثة مواسم فلاحية جيدة مكنت من توفير موارد مهمة من الكلأ ساهمت في الرفع من مستوى إنتاج القطيع، إذ ارتفع معدل الولادات ليناهز 90 في المائة (مقارنة مع معدل 75-80 في المائة في السنوات العادية) وانخفض معدل الوفيات إلى 5 في المائة (مقابل 8 في المائة في السنوات العادية). وأوضحت وزارة الفلاحة في بلاغ صادر عنها، أن رقم معاملات عيد الأضحى يُرتقب أن يفوق 7.8 مليارات درهم، سيتم تحويل مجمله إلى العالم القروي، ما سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بهذه المناطق.
ويحل العيد هذه السنة بعد أيام من الدخول المدرسي ليزيد في مشاكل المديونية للأسر المغربية ويساهم في الإجهاز على ميزانيتها الضعيفة أصلا. بالإضافة إلى إلحاح الأطفال الصغار وثقل التقاليد التي جعلت من العيد واجبا وضرورة ترتبط بممارسات وسلوكيات لا علاقة لها بفلسفة التضامن والتآزر بالإضافة للحكمة الإلهية المرتبطة بخُلق التضحية والإيمان بالله تعالى وكمال طاعته والامتثال لأوامره، التي كانت في اصل سن هذا الطقس كسنة مؤكدة. أنقول مع المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أم نقول بلسان مغربي جميل "مبروك العواشر أُو عقبى لْكًابْل"