استعرض عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أمس الأربعاء ببرلين التجربة المتفردة للمغرب في مجال الهجرة. وقال بن عتيق في الجلسة الافتتاحية لأشغال منتدى الهجرة والتنمية في نسخته العاشرة المنعقدة تحت الرئاسة المشتركة بين المغرب وألمانيا، إن العديد من الدول تعتبر المغرب حاليا مرجعا في مجال الهجرة مشيرا إلى أن المملكة تمكنت بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس من اعتماد سياسة هجرة ببعد إنساني.
وأبرز أن المغرب عمل على تأهيل القوانين والتشريعات حبث تبنى في سنة 2013 قانونا للهجرة واللجوء مكن من تسوية وضعية 23 ألف و97 أجنبي استقروا بالمغرب ،مؤكدا ان هؤلاء يستفيدون من كافة الخدمات الأساسية كالصحة والسكن والتكوين المهني والتعليم إذ أن 7300 طفل من أبناء المهاجرين اندمجوا كلية في النظام التعليمي المغربي .
وذكر بأن المهاجرين الذين تمت تسوية وضعيتهم لدى المصالح المغربية المعنية ينتمون إلى 200 جنسية أغلبهم من أفريقيا مشيرا في نفس الوقت إلى أن 21 ألف و237 مهاجر قدموا سنة 2016 ملفاتهم من أجل تسوية وضعيتهم .
وأضاف الوزير أن الخبراء الذين يشتغلون على ظاهرة الهجرة في المغرب والمنطقة، اعتبروا ان ثلاثة عوامل تفسر تحول تدفقات الهجرة نحو المغرب يتمثل أولها في التطور والتنمية الاقتصادية التي شهدتها المملكة والثاني في سياسة الشراكة والتعاون التي يقودها جلالة الملك تجاه افريقيا.
أما العامل الثالث، يقول الوزير، فيكمن في الولوج الصعب إلى أوروبا الذي اصبح شبه مستحيل مما جعل المغرب يتحول إلى بلد استقبال بدلا من بلد عبور. وبخصوص المنتدى الدولي أكد بن عتيق أنه ييشكل فضاء للتبادل والحوار والتشاور مشيرا إلى أن المنتدى قام على امتداد عشر سنوات ببلورة مجموعة من التيمات الغنية مكنت السياسيين من فهم ظاهرة الهجرة.
وأوضح أن الرئاسة المشتركة بين المغرب وألمانيا نموذج للتعاون بين الشمال والجنوب وشكل من اشكال الارتباط بين الدول النامية والسائرة في طريق النمو من أجل البحث عن حلول مشتركة. وأضاف أن المغرب لديه قناعة راسخة بأن ملف الهجرة لا يقتصر على بلد واحد أو منطقة أو قارة، بل هو مسؤولية يتقاسمها الجميع في عالم مضطرب مشيرا إلى أن المملكة طلبت من الاشقاء والاصدقاء الافارقة سنة 2013 تأسيس رابطة أفريقية للهجرة والتنمية لإيجاد حلول على المستوى الجهوي.
وأشار إلى أنه بلغة الأرقام ، فإن نحو مليوني أفريقي مهاجر عبر العالم من ضمنهم نسبة 50 في المائة في أفريقيا لم يغادروا بلدانهم مكرهين بل للبحث عن فرص عيش أفضل مما يثبت أن مناطق بأفريقيا متميزة بغناها . وخلص إلى أن المغرب منخرط بقوة في الحكامة الدولية للهجرة بفضل توجيهات جلالة الملك التي دفعت قدما بالسياسة الوطنية للهجرة مشيرا إلى المساهمة الفعالة للمجلس الوطني لحقوق الانسان الذي وضع تقريرا مميزا حول مشاكل الهجرة .
جدير بالإشارة إلى أن المنتدى الذي انطلق منذ عام 2007 بمبادرة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ينعقد هذه السنة تحت شعار " نحو عقد اجتماعي عالمي للهجرة والتنمية" بهدف تكريس سياسة تبادل المصالح بشكل عادل في إطار الهجرة الاعتيادية والمنظمة بين المهاجرين ودول المصدر والعبور ودول الاستقبال. ويشارك في المنتدى 700 خبير يمثلون نحو 140 دولة عضو بالأممالمتحدة ، ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.