كشف طارق أتلاتي، رئيس المعهد المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، عن المقاربة الجديدة لرئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، الذي يتجه إلى الامتناع عن إعطاء تصريحات للصحافة، وهي الخطة الجديدة في السير قدما نحو تشكيل حكومته في الأيام المقبلة. وأكد أتلاتي، في لقاء مع قناة فرانس 24، أن بنكيران منذ بلاغه الشهير "انتهى الكلام" والذي أشار فيه إلى تعليق المشاورات بينه وبين أخنوش والعنصر، عقب تشكيل تحالف رباعي بين الاتحاد الاشتراكي والأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، غيّر من خطته، وأصبح متكتما بعض الشيء، وغير مقبل عن إعطاء التصريحات.
وأضاف أتلاتي، أن رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران ورئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش ذهبا في مفاوضاتهما إلى نقط أبعد، وتكتما عما جرى بينهما في آخر لقاء جمع بينهما، إلى غاية عودة جلالة الملك من الجولة الإفريقية التي قادته إلى عدد من الدول غرب وجنوب القارة.
ووقف أتلاتي في حديثه عن تعثرات تشكيل الحكومة وعند الأخطاء التي ارتكبها بنكيران في استشاراته بخصوص المشاورات التي أجراها مع الأحزاب المعنية، قائلا إن جلالة الملك لما عين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وكلفه بتشكيل الحكومة، لم يعين المجلس الوطني للحزب للقيام بتكوين هذه الحكومة، وكان على بنكيران أن يتفاوض من منطلق رئيس الحكومة، وليس بصفته أمين عام لحزب تبوأ المرتبة الأولى في انتخابات 7 أكتوبر.
وكان على بنكيران، يضيف أتلاتي، أن يستشير أعضاء حزبه، وأن ينطلق في تشكيل أغلبيته، لكن الذي وقع هو أن بنكيران اعتمد على أعضاء حزبه في التعاطي مع ملف المشاورات، وهذا ما لم يكن عليه أن يفعله.
وفي سؤال عن مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة، وهل بالفعل كان حزب الوردة هو عقدة المنشار في تشكيل هذه الحكومة؟، أكد أتلاتي، أن هذا وقت الحكمة وتغليب العقل واستحضار المصالح العليا للوطن بمنطق التوافقات وليس التنازلات. وأعطى أتلاتي المثل بعملية انتخاب الحبيب المالكي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رئيسا لمجلس النواب.
وختم أتلاتي حديثه لقناة فرانس 24، بأن ما يروج حول التقرير الذي أعده بنكيران عن مشاوراته لرفعه إلى جلالة الملك فور عودته من الجولة الإفريقية، فيه نوع من التشويش، بينما بنكيران صرح أكثر من مرة بأنه متفائل بشأن تشكيل حكومته، وأنه أعلن عن استبعاد الاتحاد الاشتراكي من تحالفه المرتقب خلال انعقاد المجلس الوطني لحزبه، إنما هو إرضاء لجهات داخل الحزب، تضغط عليه وهو ما قال بشأنه أتلاتي "ربما لتطييب الخواطر"، لأن هناك من جمع بين البلوكاج في المشاورات وحزب الاتحاد الاشتراكي.