تعد قناة بنغالانيس، التي وقعت بشأنها مذكرة تفاهم تتعلق بمشروع تثمينها والحفاظ عليها، اليوم الاثنين بأنتناناريفو، خلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية مدغشقر فخامة السيد هيري راجاوناريمبيانينا، إحدى أطول قنوات الملاحة في العالم. ويتعلق الأمر بقناة متصلة، وأطول أربع مرات من قناة السويس و8 مرات أكثر من قناة بنما، حيث تمتد لمسافة 700 كلم من البحيرات الطبيعية والأنهار والمصبات بالمحاذاة مع سواحل المحيط الهندي، الذي لا يفصله عنها سوى شريط ضيق من الأراضي التي توجد بها بعض القرى.
وتشكل قناة بانغالانيس سلسلة من الأنهار والبحيرات الممتدة على طول الساحل الشرقي لمدغشقر من تاماتاف إلى فارانفاغانا، حيث تعبر عددا من المناطق السياحية والفلاحية والمنجمية.
وكانت القناة التي لا يفصلها في بعض مقاطعها عن البحر سوى شريط ضيق من الرمال أو الغابات، تستخدم في الملاحة التجارية خلال الفترة ما بين 1896 و1904، وذلك بهدف تيسير نقل التوابل التي يتم إنتاجها في الجنوب- الشرقي لمدغشقر صوب ميناء تاماتاف بشمال البلاد.
وعلى طول القناة توجد قرى معزولة تتألف من أكواخ تقليدية تستند على ركائز خشبية أو مصنوعة من الطين، حيث تعيش أغلبية ساكنتها من الصيد وبيع الأسماك أو منتوجات الصناعة التقليدية للسفن والقوارب التي تعبر القناة.
وبخصوص مشروع تثمين والحفاظ على القناة، فهو يقوم على بلورة آليات حماية وتثمين المنظومات الإيكولوجية للمواقع التي تعبرها. كما يروم إيجاد تناغم ترابي من خلال تحديد وإدماج مختلف مميزات المواقع المتواجدة على ضفاف القناة، لاسيما تلك ذات الصلة بالمجالات الإيكولوجية والفلاحية والصناعية، والمنجمية، والمينائية والحضرية و الثقافية والسياحية..
ويشمل هذا المشروع المندمج، الذي سيتم إعداده وتهيئته في إطار شراكة بين وكالة مارشيكا ميد والحكومة الملغاشية، العناصر الإيكولوجية والبيئية، والمميزات الهيدروليكية والترسبية، وتهيئة المشهد العام والحركية والنقل، كما ينطلق من رؤية للتنمية الاقتصادية المستدامة للقناة وضفافها والفضاء الذي تمتد فيه