هل سألت نفسك مرة: هل أحب أن أسيطر على الآخرين؟ إذا كانت إجابتك نعم، فربما يجب أن تراقب نفسك عن قرب، في حال كنت تملك أي من الصفات التالية، فالحاجة لان تكون مسيطراً يمكن أن تكون ميزة الشخصية القوية؛ ولكن يمكنها، كذلك، أن تتنكر في العديد من الأشكال. يعتقد الشخص الذي يحب السيطرة بأنه يعرف جميع الأجوبة مقدماً؛ فهو لا يستطيع الانتظار لمعرفة نتيجة الأحداث أو خطط الآخرين. كما أنه لا يثق بكفاءة الآخرين أو مقدرة الله على الاهتمام بكافة تفاصيل الحياة. ويبدو هذا جلياً في محاولته للتقليل من آراء الآخرين واستجوابهم بطريقة مزعجة، ومحاولة تخمين قرارات الآخرين. كما أن الأشخاص الذين يحبون السيطرة غالباً ما يكونوا سيئين في تلقي الأوامر؛ ويميلون إلى القيام بالأمور بطريقتهم الخاصة، معتقدين أن طريقتهم هي الأفضل والأسرع.
وغالباً ما يقودهم حب السيطرة إلى الاستبداد. فهؤلاء الأشخاص يريدون أن يملوا أرائهم على الآخرين. كما يمتاز هؤلاء الأشخاص بقلة الصبر، والغضب السريع إذا لم تنتهي الأمور كما يحبون، وقَد يصبحوا عصبيين أو غير مسرورين. وغالباً ما يشعر زملائهم في العمل، أو رؤسائهم، أو أصدقائهم، أو أفراد عائلتهم بالإحباط عندما يكونون قريبين منهم.
لأن المسيطرين في كثير من الأحيان يقومون بخنقهم عن طريق اقتراح شيء مثل: " دعني اريك كيف تعمل ذلك بشكل أفضل"، أو "لماذا لا تفعل هكذا"، أو "لو كنت مكانك لقمت بعمل كذا". فهم دائماً غير راضون عن أي شيء ما دام لم يصدر عنهم، ولا بد أن تكون الكلمة الأخيرة لهم. إذا شعرت بان أفراد عائلتك أو الأشخاص من محيطك الاجتماعي يشعرون بالتوتر من وجودك فلا بد أن تسأل نفسك "هل أنا شخص يحب السيطرة ؟ " في أغلب الأحيان يقوم الأشخاص الذين يحبون السيطرة بخداع أنفسهم باعتقادهم بأنهم يقومون بذلك من دافع حبهم واهتمامهم بالطرف الأخر، إلا أن حب السيطرة في داخلهم هو في الواقع ما يحركهم ويدفعهم للتصرف بهذه الطريقة لإرضاء عواطفهم الخاصة وممارسة إحساسهم الضيق بما هو صحيح في اعتقادهم.
إذا كنت لا تزال تشعر بأنك شخص تحب السيطرة فيجب أن تراجع تصرفاتك الآن، وتحاول أن تظهر صفاتك الايجابية وتتخلص من الشعور بحب السيطرة الذي يسبب نفور الأصدقاء وأفراد العائلة منك. عد إلى شعورك بالأمان مع قدرة الله على تسيير الأمور بالطريقة الطبيعية، ولا تفرض أرائك على الآخرين.