شعب بريس- فيصل دومكسا (ببروكسيل) حل عيد الفطر بمعظم الدول الأوروبية. يوم الثلاثاء الثلاثين من الشهر الجاري لتصبح عدد أيام شهر رمضان الكريم تسعة وعشرون يوما لهذه السنة. غير أن مناسبة عيد الفطر بالبلدان الأوروبية والأمريكية، يختلف كثيرا مقارنة مع بلدان عربية وإسلامية. من حيث الشكل و المضمون نظرا لما تفتقده الجالية من طقوس العيد والاحتفالات العائلية من صلة للرحيم، وخاصة المقيمة بدول كاثوليكية أو علمانية لا تعترف بالأعياد الدينية الإسلامية بحيث أن المهاجرين المسلمين مجبرون على العمل في أيام عيد الفطر لأداء واجباتهم الوظيفية أو المهنية . هذا ما يفقدهم نشوة العيد وطعمه ويحرمهم حتى من أداء صلاة العيد ومن أبسط شروط العيد اللباس التقليدي الذي يفتخر به كل المغاربة في أيام الاحتفالات والسرور والبهجة. فمن له الحظ أن يتصادف العيد بأيام العطلة الصيفية فسيتسنى له الاحتفال به بالمغرب أو بالوطن. أما من لم يحالفه حظه بقدرة القادر، مثل الجالية المقيمة بالديار الأمريكية التي تواجه الإعصار وسوء الأحوال الجوية التي أبت إلا أن تحرمهم من قضاء مناسبة العيد بالمغرب، نظرا لتوقف الملاحة الجوية الأمريكية بصفة مؤقتة بسبب الإعصار المدمر، وتحرمهم كذلك من أدائه في بيوتهم لانقطاع الكهرباء والغاز ما يمنعهم من مشاهدة الوطن عبر التلفاز وأكل الشهوات المغربية لانقطاع الغاز. ومن كان في نيته قضاء مراسيم العيد بالمغرب من المغاربة المقيمين بأوروبا أمتنع ذلك لسبب غلاء تذاكر الطائرات التابعة للخطوط المملكة المغربية التي تستغل دائما ظروف المهاجرين في المناسبات الدينية لتزيد من أرباح صناديقها الممتلئة، بالإضافة إلى رداءة الخدمات والتأخير المعتاد في توقيت إقلاعها من المطارات تجاه المغرب غير مبالية بالجالية التي ترغب دائما في صلة الرحم بالوطن. أما الجالية المغربية المقيمة بالدول العربية فهي الأكثر حظا من نظيرتها في باقي دول العالم نظرا لإمكانية استفادتها من العطل الرسمية الدينية، وبالتالي يتسنى لها قضاء عطلة العيد في الطقوس و العادات والتقاليد الدينية مع الأسرة والعائلة، مما يؤمن قضاء العيد في أحسن الظروف التي يتمناها كل مسلم و عربي رغم الظروف الصعبة التي تعيشها هذه الجالية على إثر الربيع العربي في بعض الدول التي تعيش حالة الثورة و الحرب، ليصبح العيد ذا طعم مختلف هذا العام على غيره من السنين الماضية، بالنسبة للبعض منهم و اعتيادي لإخواننا المسلمين في فلسطين والعراق. نتمنى أن ترفع الأمة المسلمة من المغاربة اليوم في المساجد أثناء صلاة العيد دعاء إلى لله عز وجل لتحرير فلسطين ونصرة المسلمين والشعب المغربي والجالية المغربية وجمع شملهم وتوحيد التراب الوطني وحفظ جلالة الملك محمد السادس.