في سياق تتبعها لفضيحة شاطئ المنصورية، خصصت مجلة جون افريك عددها الاخير لهذه القضية التي أضحت حديث القاصي والداني، بسبب طبيعة الجرم الذي اقترفه مولاي عمر بنحماد وعشيقته فاطمة النجار، وكذا موقعهما القيادي داخل حركة التوحيد والاصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية ومفرّخ كوادره الذين لايملون من إسماع المغاربة شعاراتهم بشأن الأخلاق والدين وسُبُل إصلاح النفوس وتهذيبها وهلمّ خطابات في الوعظ والارشاد، أكدت الأيام والوقائع أنهم هم أول من يخالفها في تطبيق حرفي لقاعدة :"حلال علينا حرام عليكم".. المجلة الشهيرة جون أفريك، نشرت قصة الكوبل بنحماد-النجار، تحت عنوان "جنسي" مثير مرفق بصورة للعشيقين اللذين ضبطا في أحد صباحات شهر غشت الساخنة، في وضعية جنسية مثيرة وهما يمارسان نزواتهما في تناقض تام مع خطاب الورع والاخلاق الذي يتميزان به، من خلال محاضراتهما وحضهما الشباب على الابتعاد عن الموبقات وأفعال الزنا..قبل ان يقع الداعيتان في المحظور ويرتكبا فعلا يحرمه الشرع والقانون..
وقد تعمدت المجلة إصدار هذا العدد باللون الاحمر متماهية بذلك مع جزء من المؤلف الاوتوبيوغرافي للروائي الامريكي لهنري ميلر، الموسوم ب"سيكسوس"، وهو الجزء الاول من ثلاثيته التي كتبها تحت عنوان "كروسيفيكاسيون روز"..
واتخذت فضيحة بنحماد والنجار، مسارا خطيرا حيث اضحت موضوع سخرية من طرف الصحافة الوطنية ومرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، قبل ان تلتقطها المنابر الاعلامية الدولية لتصبغ عليها طابعا يمزج بين السياسي والديني والأخلاقي والقانوني، وذلك في مواجهة الحركات المتطرفة وكل الجماعات التي تستغل الدين لممارسة السياسة في ابشع صورها..
يشار إلى ان مولاي عمر بنحماد، الذي ضُبط داخل سيارة بمنطقة المنصورية على مقربة من البحر وهو يمارس الجنس مع فاطمة النجار، أكد أن الموجودات التي حجزتها عناصر الشرطة أثناء توقيفهما، يوم السبت 22 غشت المنصرم، ناتجة عن ممارسة الجنس داخل السيارة.
وجاءت تأكيدات النائب الاول السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، بعد تشكيك بعض القوى المحافظة والحداثية في الرواية المثيرة للجدل حول "وقعة" الشاطئ..
وأكد القيادي بنحماد، آنذاك، أن زواجه بأرملة "عبد الجليل العرفي" لم يكن بحضور أي شهود ولم يتم إشهاره، رغم أن المُشرع المغربي لا يعترف بأي علاقة اسمها "الزواج العرفي"، ويُدخله ضمن خانة الزنا والفساد.
ووفق اعترافات القيادي الدعوي لدى الدرك الملكي، فإن زوجته ليست على علم بأي زواج عرفي يجمعه مع فاطمة النجار، حيث أكد معاشرته السابقة لهذه الأخيرة معاشرة الأزواج.
وحين تمت مباغتته من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، يضيف بنحماد وفق محضر الاستماع إليه، أكد أنه كان يتناول وجبة الفطور رفقة النجار داخل السيارة، ولم يكن في وضعية تلبس بالخيانة الزوجية، ولكنه في معرض جوابه على سؤال يتعلق بماهية المحجوزات التي وُجدت داخل السيارة، والتي هي عبارة عن مجموعة من المناديل الورقية الملطخة بسائل لزج، وقطعة ثوبٍ أبيض وقطعة صابون، إعترف أنها ناتجة عن آثار معاشرة سابقة قبل حلول الشرطة بعين المكان.
وقد أصدر المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، قرارا يقضي بتعليق عضويتيهما في كافة مؤسسات الحركة، وقرار الإقالة وقبول الاستقالة من عضوية المكتب "بناء على ما توفر من معطيات صحيحة وثابتة".