قال مصطفى زكري، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة لوزوفونا في لشبونة، إن قرار المغرب العودة للاتحاد الإفريقي يندرج في إطار رؤية استراتيجية شاملة على المديين المتوسط والطويل. وأوضح السيد زكري، مدير مركز الدراسات البرتغالية المغربية والإفريقية، أن من شأن هذه المبادرة، التي تأتي في وقت باتت فيه كل الشروط مجتمعة للعودة إلى هذه المنظمة الإفريقية، أن يعزز موقع المملكة بإفريقيا والساحة الدولية، وان يتيح لها الاضطلاع بدور حاسم في العلاقات شمال جنوب وجنوب شمال على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأضاف هذا الجامعي،البرتغالي من أصل مغربي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في تحليل للرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقمة الاتحاد الافريقي في كيغالي، "إن عملا طويلا سبق هذا القرار على المستويين السياسي والاقتصادي، مع نماذج مبتكرة لشراكة من أجل التنمية في القارة الافريقية".
وذكر، في سياق متصل، بأنه إضافة إلى طلب معظم البلدان الإفريقية، العضوة في الاتحاد الإفريقي وأصدقاء المغرب، من المملكة العودة إلى هذه المنظمة، أشادت العديد من الأصوات عبر العالم بهذا القرار.
وتابع السيد زكري أنه بإعرابه عن رغبته في استعادة مقعده، "دعا المغرب الاتحاد الأفريقي لتصحيح خطإه التاريخي المرتبط بقضية الصحراء، علما أن غالبية الأعضاء لا يعترفون بالجمهورية الوهمية".
وخلص مدير مركز الدراسات البرتغالية المغربية والإفريقية إلى أن هذا القرار يمنح، كذلك، هذه المنظمة الإفريقية فرصة عدم البقاء خارج السياق الدولي الحالي وديناميكيته، وخارج الشرعية الدولية ومصالح البلدان الإفريقية.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعلن في رسالة الى القمة ال27 لقمة لاتحاد الأفريقي في كيغالي، أول أمس الأحد، عن عودة المغرب إلى هذه المؤسسة الإفريقية. وقال جلالته "إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك، مؤكدا أنه "من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات