من بين الممثلين الذين استعان بهم جان لوي بيريز، مخرج ومعد الوثائقي الذي بثته قناة فرانس3 اول أمس الخميس، يوجد بطل العالم المزيف زكريا المومني، الذي لا يدع مناسبة تمر دون تسجيل حضوره للإدلاء بشهادته الكاذبة حول ما يدعيه من تعذيب في السجن بالمغرب.. المومني الذي لا يمل من ترديد اسطوانته المشروخة حول اختطافه واعتقاله من طرف المخابرات المغربية ظهر في الوثائقي "البائر" كشاهد زور مدعيا ان يداه كانتا مقيدتين إلى الخلف وان رجليه محكومتين بعصا، بعد اختطافه حيث وضعت عصابة على عينين لمدة اربعة أيام شهد خلالها بعض التعذيب والاستنطاق..
إلا ان ما يثير الانتباه ويكشف ان ادعاءات المومني كلها كذب في كذب، هو قوله انه في لحظة من لحظات الاعتقال قام برفع العصابة بيديه قليلا فوق عينيه ليرى امامه عبد اللطيف حموشي، الذي فر هاربا من الغرفة حتى لا يراه المومني، حسب ادعاءات هذا الاخير..
بالله عليكم، كيف لشخص مقيد اليدين إلى الخلف ومحكم الرجلين بوثاق إلى عصا، ان يستعمل يديه تلك لازاحة العصابة من عينيه؟ كيف استطاع البطل المزيف ان يرفع هذه الاعصابة رغم ان يديه كانتا محكمة الوثاق إلى الخلف؟
شهادة المومني في وثائقي فرانس 3، امام ملايين المشاهدين، تكشف شيئن اثنين، إما أن البطل المزيف ليس شخصا عاديا بل هو "سوبيرمان" وفي هذه الحالة يجب البحث له عن طبيب نفساني لان منيقول بهذه الامور ليس شخصا طبيعيا بل انسان مريض وجبت معالجته في مصحة نفسية؛ وإما ان صاحبنا كذاب وكل ما شهد به امام الكاميرا كان مجرد شهادة زور، وهذا الاحتمال الثاني هو القريب إلى الواقع لان زكريا المومني سبق له ان ادعى كذبا كذلك انه "بطل عالمي" في مصارعة الكيك بوكسينغ، في حين أكدت وثائق وصور من الاتحاد الدولي للكيك بوكسينغ WKA، وهو هيئة رياضية على شكل شركة من بين 32 اتحادا دوليا آخر لنفس الرياضة، أن ذلك غير صحيح.
وقد اتضح من بعد ان زكرياء المومني حصل في 1999 بمالطا على المرتبة الأولى في نزال لرياضة "المصارعة الحرة داخل قفص" في وزن 69 كلغ، وهو النزال الذي نظمه الاتحاد المذكور ومنح المومني ساعتها شهادة للمشاركة وميدالية ذهبية ولم تكن بطولة عالمية، كما لم يسبق له ان فاز بأية بطولة اخرى....