للمدافعين عن الصحافية المرتشية كاترين غراسيي ان يخرسوا إلى الأبد، بعد اعترافاتها الصريحة خلال الوثائقي الذي قدمته القناة الفرنسية فرانس3 امس الخميس، والذي وفرت له تغطية اعلامية واسعة من خلال تصريحات صاحبه جان لوي بيريز، الذي لم يدخر جهدا لتضليل المشاهدين واستدراجهم لمشاهدته عبر تهويل مضمونه والادعاء بأنه يحبل بمعطيات ومعلومات تنشر لأول مرة حول ملك المغرب.. وبغض النظر عن تفاهة ما جاء في الوثائقي من معلومات سئم منها المشاهد ولم تعد تغري احدا وبالأحرى أن تقنعه، فإن الصحافية المرتشية اعترفت بما لا يدع مجالا للشك انها تلقت قسطا من الرشوة (800 الف اورو) عبارة عن اوراق مالية، هي وشريكها في الجريمة ايريك لوران، في غشت 2015 داخل فندق رافائيل بباريس، مبررة ما أقدمت عليه بضعفها أمام إغراء المال ومعترفة بأنها ضربت بعرض الحائط كل اخلاقيات المهنة..
والمضحك في الامر، هو أن الصحافية المرتشية بررت فعلتها هذه بكونها سئمت من الكتابات الاستقصائية حول المغرب وأنها كانت بصدد التوقيع على "عقد اتفاق شخصي" كما لو ان هذا الاخير سيعفيها من المساءلة حول مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية..
إن اعتراف الصحافية المرتشية بفعلتها امر لا غبار عليه، وإذا كان من شيء قد نجح فيه مخرج ومعدّ هذا الوثائقي "البائر" فهو اعتباره وثيقة دامغة ودليل قاطع على تورط الصحافية وزميلها في ابتزاز ملك المغرب، وبالتالي فإن العدالة الفرنسية لم يعد لها أي مبرر لتمديد وتأخير موعد المحاكمة وإصدار الاحكام بما تقتضيه القوانين في بلاد الحرية استنادا إلى اعترافات المتهمة التي جاءت عفوية ولم تُستصدر منها تحت أي اكراه..