لم يجف بعد مداد الوثيقة الخطية التي وقع عليها الصحفيان، إيريك لوران، وكاثرين غراسيي، المتهمين بمحاولة ابتزاز المغرب وهما يهمان بمغادرة أحد أفخم المطاعم في أرقى الأحياء وسط العاصمة الفرنسية باريس حتى تلقفتهما عناصر أمنية فرنسية وبحوزة كل منهما40 ألف أورو من المبلغ الإجمالي البالغ ثلاثة ملايين أورو نظير التراجع عن نشر كتاب يتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة لجلالة الملك محمد السادس وللمملكة المغربية. مقابل المبلغ المالي وقعت كاثرين غراسيي، الصحافية الاربعينية الاختصاصية في شؤون المغرب العربي، التي خبرت المغرب لسنوات، على اعتراف بخط اليد، والأمر نفسه فعله زميلها إيريك لوران، الذي أقنعها دون شك أن تصحبه لحضور فصل من فصول "المساومة والابتزاز" كما في سلسلات "الأدب الأسود" والروايات البوليسية المبنية على الدسائس والمساومات والتمويه التي حتما يتقنها إيريك لوران. اعتراف يتعهد من خلاله الصحفيان، إيريك لوران، وكاثرين غراسيي، ب"عدم كتابة أي شيء حول المغرب" و"عدم التحدث علنا حول هذا البلد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أو عن طريق وسطاء" أو "كشف معلومات (...) حول هذا الموضوع". كما يلتزم كل من إيريك لوران البالغ من العمر 86 سنة، الذي سبق ووقع كتابا مع جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بعنوان "ذاكرة ملك"، وكاثرين غراسيي، في هذه الوثيقة، التي نشرتها القناة التلفزية الفرنسية (بي .إف.إم. تي.في)على موقعها الالكتروني، "بعدم إطلاع أي كان وبأي شكل من الأشكال على الوثائق والمعلومات التي بحوزتهما". كان للصحافية كاثرين غراسي، التي كانت اصدرت عام 2013 كتابا بعنوان "ساركوزي القذافي التاريخ السري لخيانة" يؤكد فيه مسؤول ليبي سابق اتهامات بشأن تمويل القذافي لحملة ساركوزي الرئاسية، مطلب واحد قبل ان تغادر مطعم رافاييل في العاصمة باريس وفي جيبها "ظرف" يحمل 40 أورو على شكل ورقات نقدية من فئة 100 أورو، ان لا تؤثر مساهمة بها مع القناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة على هذا الاتفاق، فقد أسرت لمخاطبيها أن تصريحات لها بخصوص المغرب قد تذاع على وثائقي تعدة القناة. في ال23من يوليوز الماضي قرر الصحافي الفرنسي إريك لوران ربط الاتصال بالديوان الملكي بالرباط ليطلب الحديث الى رئيس ديوان جلالة الملك (منير.م)، تقول "جي دي دي" (جورنال دو ديمانش). وحين نفذ صبر اريك لوران الذي ألف العديد من الكتب الاستقصائية، عاود الاتصال في ال 27 من ذات الشهر. ليقرر القصر الملكي أن يكلف محاميا مغربيا من أجل التنقل الى العاصمة الفرنسية لمعرفة سبب اصرار اريك لوران. وتشير "جي دي دي" (جورنال دو ديمانش) الى ان المحامي المغربي ربط بعدها الاتصال بالصحافي إيريك لوران ليتفقا على تحديد موعد مرتقب حدد له ال11 من شهر غشت الجاري تاريخا للقاء بأحد المطاعم (رويال مونسو) وسط العاصمة الفرنسية باريس. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن خلال هذا اللقاء الأول وجها لوجه بين المحامي المغربي والصحافي إيريك لوروان جعلت هذا الأخير يسهب في الحديث عن تحضيره لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي، غير أنه لم يكن على علم بأن هاتفا ذكيا من الجيل الجديد كان في وضعية تسجيل. يتواصل الحديث، تقول "جي دي دي" (جورنال دو ديمانش) كما يستشف من النسخة الصوتية للتسجيل بين المحامي المغربي والصحافي إيريك لوروان. ليبادر المحامي المغربي إيريك لوروان بالسؤال في تسجيل يوضع اليوم تحت تصرف العدالة الفرنسية: - ما الذي تريدونه؟ يسأل المحامي المغربي. - أريد ثلاثة. - ثلاثة ماذا، ثلاثة آلاف، يسأل المحامي. - لا، ثلاثة ملايين. - ثلاثة ملايين درهم؟ - لا، ثلاثة ملايين أورو. بعد اجتماع الأول بين الصحافي الفرنسي والمحامي الذي يمثل الجانب المغربي، بدا المبلغ الذي يطالب به الصحافي إريك لوران مقابل استعداده للتخلي عن نشر كتاب مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو مبالغ فيه قررت المملكة المغربية وضع شكاية في الموضوع لدى النائب العام بباريس. في ال20 من شهر غشت الجاري وضعت المملكة المغربية شكاية لدى نائب الجمهورية في محكمة باريس، فرانسوا مولان، شكاية في حق الصحافي إريك لوران، الذي وجد نفسه أمام ما يشبه "قضية جولة" بملف "ابتزاز ومساومة، وعصابة، مما جعله ان يحيا الملف على فرقة مكافحة الجرائم ضد الأشخاص بباريس. وفي اليوم الموالي عقد المحامي المغربي، تواصل "جي دي دي" (جورنال دو ديمانش)، اجتماعا جديد مع الصحافي الفرنسي تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة، تم خلاله تسجيل أقوال إريك لوران كما تم أخذ صور. وبما أن الامر يهم التنصت على صحافي، فقد أوكلت المهمة بذات المطعم الذي تم فيه اللقاء السابق، للمحامي المغرب بهاتف ذكي واضح الصوت وغير خفي على الاعين. فبعد نقاش مبدئي وافتتاحي للجلسة حول أحول الطقس والربط الجوي بين المغرب وفرنسا وحول منطقة النورماندي حيث يتوفر الصحافي إريك لوران على منزل بها، انطلق المحامي المغربي في التذكير بمجريات اللقاء الأول والحديث الذي دار بينه وبين الصحافي اريك لوران. "تتوفرون على معلومات مهمة، معلومات حساسة التي يمكن ان يكون لها تأثير على مهم على المغرب وذات طبيعة من شأنها زعزعة النظام الملكي.. وقال أنك أنت والسيدة غراسي، مستعدانلا للتخلي عن نشر كتاب.. وبشكل عام انه بخصوص المعلومات الحساسة التي تتوفران عليها تلتزمان بنسيانها. ليكون جواب الصحافي الفرنسي اريك لوران " نهائيا، بالضبط". يبدو الاتفاق واضحا. ليقول المحامي المغربي لا أحد يريد، ولا يأمل في أن ينشر كتابا ثانيا" مطالبا بضمانات من الصحافية الفرنسية كاترين غراسيي "يمكنكم الحصول عليها" تجيب المامي المغربي. ليطلب المحامي المغربي "بسكوتة" في إشارة الى أشاء ملموسة حول المعلومات التي يمكنها أن تحرج المغرب وفي حوزتهما.. ليتم الحديث عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعلاقته بالنطام في المغرب والبنك السويسري "آش إس بي سي". وبعدها يوجه المحامي المغربي للصحافي الفرنسي سؤال " هل تعرف (كاترين غراسيي) - التي تحب الفروسية- اننا نلتقي ليأتي الجواب انها على علم بالتفاصيل" مؤكدا انها على علم بمبلغ الثلاثة ملايين.. ومستعدة في حالة الوصول الى اتفاق ان توقف كل شيء، الكتاب، المقالات، والمداخلات العمومية، ليشير المحامي المغربي انه ليس لديه تكليف للحديث عن المبلغ اليوم... وعلى أساس هذه التسجيلات فتح تحقيق قضائي من طرف النيابة العامة لباريس، ويتولى ثلاثة قضاة تحقيق البحث في هذا الملف الذي اعتبر المحامي دوبون أنه "خطير على نحو استثنائي". وخلال الاجتماع الثالث الذي عقد الخميس الماضي (27 غشت 2015) حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا في مطعم راقي وسط باريس بعدما رفضت الصحافية كاثرين عقد الاجتماع في الفندق محل اقامة المحامي المغربي، تحت مراقبة الشرطة، يتواصل النقاش الى الرابعة بعد الظهر يتخل فيه الصحافيان امكانية خلق مجموعة شركات لتلقي المبلغ المال. وخلال هذا اللقاء، أشارت الصحافية كاثرين غراسيي أنها تتوفر على تقرير للاسخبارات الفرنسية الخارجية حول جلالة الملك محمد السادس منجز حول زياراته (السابقة) الى فرنسا. خلال اللقاء طلب المحامي ضمانة، أي تعهد خطي في حين يطالبان بتسبيق مالي اقترح المحامي المغربي مليون ونصف أورو ليتم الاتفاق على مليوني أورو" ليتم تسليم المبالغ المالية لإريك لوران ولكاثرين غراسيي، اللذين قبلاها بل ووقعا على عقد بالاستيلام، تم نسخه في ثلاث نسخ، وهو توقيع يؤكد تورطهما وابتزازهما.