أجلت محكمة “مولان” بضواحي العاصمة الفرنسية باريس النظر في طلب الإفراج عن نجم الراي الجزائري محمد خلفاتي و الشهير بالشاب مامي إلى ال12 من شهر أكتوبر المقبل،فيما أقرت تمتيعه بحق الخروج من السجن صباحا و العودة إليه مساءا،مع وضع معصم إلكتروني في يده،تجنبا لفراره،وتسهيل تحديد مكانه إن تأخر عن العودة إلى السجن.
الشاب مامي الذي يقضي عقوبة حبسية في سجن “مولان” بالضواحي الباريسية و يحمل الجنسية الفرنسية أيضا،كان قد تقدم بطلب إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للإستفادة من قانون العفو الفرنسي (المادّة 729-3 من قانون العقوبات)،بدعوى استوفاءه شروطه وهي أن يكون للمسجون إبنٌ عمره أقلّ من 10 سنوات، بالإضافة إلى حسن السلوك، وإنقضاء سنة من مدّة العقوبة.
و عبرت ممثلة النيابة العامة عن اعتراضها على طلب الإفراج عن الشاب مامي،بدعوى أن القانون الفرنسي لا يطبق على ابن يوجد خارج التراب الفرنسي،حيث يوجد ابنه الذي وضع اسمه في طلب العفو في الجزائر رفقة أمه.
نفس الإعتراض عبرت عنه ماري دوسي محامية ضحية الشاب مامي الفرنسية كاميل،حينما تقدمت بمذكرة اعتراض إلى المحكمة ضد إطلاق سراح الشاب مامي،ما لم يلتزم برعاية و كفالة ابنه من موكلته.
و كانت المحامية قد أخبرت ”الدولية” أن طلب العفو الذي تقدم به المغني الجزائري يعتمد على وجود ابن له أقل من عشر سنوات يحتاج لرعايته،وإن الشاب مامي اعتمد في ذلك على ابنه الآخر الموجود في الجزائر من زوجته الجزائرية،وليس ابنه من عشيقته الفرنسية المعتقل بسببها”.
و للشاب مامي طفل من زوجته الجزائرية يعيش مع والدته في الجزائر،كما له أيضا ابن غير شرعي من مصورة فرنسية أقام معها علاقة جنسية خارج الزواج،فحملت منه دون إذنه،ما جعل المغني الجزائري يستدرجها بالحيلة إلى الجزائر رفقة بعض معاونيه،الذين حاولوا إجهاضها بالقوة دون جدوى.
غير ان الشاب مامي أخبر المحكمة الفرنسية أنه ندم على ما جرى و أنه كان ضحية محيطه و معاونيه و مدير أعماله
الشاب مامي..هل باتت خطوط الحرية مفتوحة ؟ و جرت الجلسة القضائية في ساحة متأخرة من المساء،حيث طلب محامي المغني الجزائري من القاضي جعل الجلسة مغلقة،بعد أن حضر لمتابعتها جيش كبير من الصحافيين و الفضوليين و محبي المغني و عشاق أغانيه و عابري السبيل.
و تلى القاضي على الحاضرين تقرير مدير السجن في حق الشاب مامي،و جاء فيه أن هذا الأخير كان حسن سيرة و سلوك و لم يدخل في مشاكل مع السجناء أو الموظفين،و أنه منعزل و يميل إلى الوحدة رغم ان بعض السجناء يسعون جاهدين للتقرب منه بحكم شهرته و نحوميته.
المغني الجزائري الذي يقدم نفسه دائما كصديق شخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة،كان قد تقدم عن طريف محاميه بطلب العفو إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في شهر يوليو الماضي،ولم يتلقى ردا بشأنه،ما جعل محاميه الخاص يلجأ إلى المادّة 729-3 من قانون العقوبات الفرنسي،للإستفادة من السراح المشروط.
وكان الشاب مامي أوُقف في باريس قبل أن يتمتع بسراح مؤقت بعد دفعه كفالة بلغت قيمتها 200 ألف يورو، فر بعدها إلى الجزائر في مايو (أيار) 2007. وقد صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية.
وقرر الفنان الجزائري أخيرا العودة إلى فرنسا إثر ضغطوطات مارستها فرنسا ضد الحكومة الجزائرية لتسليمها إياه، حيث أوُقف فور وصوله إلى مطار أورلي الباريسي و أودع سجن “لاسوني” في العاصمة الفرنسية.