نشرت جريدة الشروق الجزائرية مقالات مطولة لأحد كتبتها حول تنامي ظاهرة التشيع في الجزائر، وردت ذلك إلى أسباب كثيرة قالت إن أهمها يكمن في استيراد هذه الظاهرة من الدول المجاورة، وفي هذا الصدد قالت الجريدة إن المغرب يعتبر مصدرا رئيسيا للتشيع في الجزائر ، موضحة أنه مما لاشك فيه، أن المدن الحدودية هي التي عرفت ظاهرة التشيع أكثر من المدن الداخلية، وخاصة الجهة الغربية والشرقية، مما يعطي الانطباع عن علاقة دول الجوار مع هذا النشاط، ففي الغرب الجزائري نرى أن نسبة الشيعة يشكلون الأكثرية مقارنة مع الجهات الأخرى، ويعود السبب إلى المغرب الذي بلغ فيه التشيع ذروته حتى صارت فيه جمعيات معتمدة مثل الغدير والبصائر، وتشير مصادر إعلامية مختلفة، أن التشيع في المملكة شكل هاجسا للسلطات حيث بلغ درجة العلانية وهو ما يشير إلى تحولهم لطائفة، وكان ذلك مبررا لقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران وإن كان ذلك على خلفية أخرى تتعلق بالصحراء الغربية ثم البحرين. الداعية المغربي عبد الله الزمزمي وصف الظاهرة الشيعية في المغرب بالخطيرة، وذلك في تصريح لجريدة الشرق الأوسط نشرته في يوليوز 2008. المغرب يشهد نشاطا واسعا، فقد ذهبت بعض المصادر إلى أن زعيم العدل والإحسان، الشيخ عبد السلام ياسين، هو من شيعة المغرب يمارس التقية، كما ورد في عدة مقالات نذكر على سبيل المثال مقال نشر بصحيفة «العرب» اللندنية عن «الأطماع الفارسية التوسعية تلعب بالورقة الشيعية» للباحثين المغربيين محمد سعدوني وعبد العزيز حبيبي، ومما جاء فيه: (وحتى عندنا في المغرب بواسطة نادية ياسين وأبيها الذي مازال في ثوب التقية، لأن انخراطه في المشهد السياسي المغربي يلزمه أولا وقبل كل شيء التقيد بمذهب أهل البلد الذي هو سني مالكي أشعري، والاعتراف بقلعة إمارة المؤمنين وهو ما يصر على عدم الاعتراف به الشيخ عبد السلام ياسين وينافس السلطان في الحقل الديني الحساس، وهو الأمر الغامض والخطير في - إصرار - العدل والإحسان - على البقاء في خانة المعارضة واستفزاز النظام حتى يقمع أكثر أتباع ياسين! وهو نفس النهج الذي سلكه الخميني مع شاه إيران لتضخيم شعبيته والاستيلاء على الشارع، وإن أي قراءة أو تحليل أو نقد لجماعة ياسين خارج هذا الإطار، لا يخدم إلا مشروع الياسينيين). - يوجد آخرون لهم نشاط بارز في الدعوة ويحاولون ربط علاقات واسعة في المنطقة المغاربية نذكر إدريس هاني، الذي يعتبر باحثا وعنصرا نشيطا في هذا الميدان تربطه علاقات وثيقة بالنظام الإيراني، وهو عضو منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين المغاربة... وسبق وأن راحت مصالح الأمن المغربية تترصد خطوات مغاربة التحقوا بطهران، وبتموين خارجي لرحلتهم نحو قم عن طريق جمعيات في ظاهرها خيرية وفي الأصل هي تعمل تحت الوصاية الإيرانية ودعم من المرجعيات، وتؤكد مصادرنا أن شيعة المغرب يشكلون أكبر نسبة الوافدين من المغرب العربي إلى معاهد قم للتكوين الديني الشيعي، وتجاوز عددهم حسب بعض التسريبات 150 شخص. وتوفرت لدينا معلومات أن هناك تواصلا ما بين شيعة المغرب وآخرين جزائريين في الولاياتالغربية مثل وهران ومغنية وعين تموشنت وسيدي بلعباس وغيرها، وقبل أن يتم غلق الحدود البرية فقد كانت الكتب والمراجع تهرب، بل يتنقل جزائريون إلى وجدة ومنها إلى طنجة أيضا وولايات أخرى، حيث يتواجد عدد كبير من الشيعة المغاربة وهناك تتم ممارسة الطقوس من لطم ونواح وغيرها. وإذا ما ذكرنا بعلاقة جريدة «الشروق اليومي» الجزائري بجنرالات الجزائر فإن ما نشرته هذه الجريدة المتخصصة في الافتراءات على المغرب يعد ناطقا باسم هذه الجنرالات. ومثير حقا أن تجتهد بعض الأوساط الجزائرية في إلصاق جميع الأزمات التي تعرفها الجزائر بدول الجوار خصوصا بالمغرب، وقد لا نستغرب أن تحمل المغرب يوما ما مسؤولية الكوارث الطبيعية التي وقعت في الجزائر.