شعب بريس-متابعة أبرز عدد من الباحثين في ملتقى علمي نظم بكلية الآداب والعلوم الإنسان بالرباط يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين دور علم مقارنة الأديان في التقريب بين مختلف الديانات والثقافات وتجاوز الاختلافات الإيديولوجية. وقال الدكتور محمد أمين السماعيلي، رئيس "ماستر" المذاهب العقدية للديانات التي أشرفت على هذا اللقاء بشراكة مع مركز الأديان للبحث والترجمة، تحت عنوان «مقارنة الأديان بين العلم والإيديولوجية»، أن التدين فطرة في الإنسان بأن منحه الله تعالى هذا التدين بالتدرج، وعلم الإنسان أشياء لم يكن يعلمها من قبل، وبين أن هناك من يقول إن الإنسان بحث عن الدين إلى أن وجده، ومن يقول بأن الله تعالى هو الذي أنزل الدين والإنسان منذ آدم عليه السلام كان موحدا، كما بين أن الإيديولوجية كمنظومة إذا أفرغناها من محتواها وملأناها بالمحتوى العقدي فلا إشكال فيها، وأن القرآن تجنب استعمال مصطلح عقيدة لإلغاء الإيديولوجية وعوض عنها بمصطلح الإيمان.
وركز الدكتور مصطفى بوهندي على مفهوم الهداية في القرآن، حيث أبرز أن القرآن هو المؤهل للإنسان للنجاح في الدنيا والآخرة بعيدا عن الثقافة التي أنتج أصحابها علوما فهمت القرآن دون تجرد عن ثقافتهم مؤكدا على المشترك الإنساني وضرورة التمييز بين الوحي وتجارب التاريخ. أما الدكتور ادريس الرتيمي فقد بين أن القرآن وثيقة إلهية تبين أن الأديان تشترك مع الإسلام في كثير من الأمور، وهو النسخة الأخيرة الإلهية من الدين الحق، وركز على وجوب تدبر القرآن من خلال السياقات الثابتة فيه، وفق منهج علمي رصين.
وقد تمحور هذا اللقاء حول أربعة محاور: محور القرآن الكريم وعلم مقارنة الأديان، تدخل فيه كل من الأساتذة محمد أمين السماعيلي (علم مقارنة الأديان عقيدة أم إيديولوجية)، مصطفى بوهندي (منهج القرآن الكريم في عرض الأديان)، صابر مولاي أحمد(علم مقارنة الأديان رؤية قرآنية)، ومصطفى زرهار (مقارنة الأديان بين التبرير والتفسير).
والجلسة الثانية كانت تحت عنوان:مساهمات الكتابات الإسلامية الأولى في نشأة علم الأديان المقارن، التي ترأسها الأستاذ أحمد البوكيلي، وتدخل فيها كل من الطالب الباحث محمد الخيراوي (منهج القرافي في مقارنة الأديان)، والأستاذ عبد المالك الهيباوي(مقارنة الأديان والتصوف)، والباحثة الكبيرة حطي (جهود علماء المسلمين في خدمة علم مقارنة الأديان)، والباحث العياشي قبوسي (منهج البيروني في مقارنة الأديان)، والباحث عمر القشيري (منهج أبي عبيدة الخزرجي من خلال كتاب مقامع الصلبان)، والأستاذ سعيد بنكروم (منهج ابن حزم في مقارنة الأديان).
والجلسة الثالثة كانت تحت عنوان» علم الأديان المقارن في الغرب» وترأسها الأستاذ سعيد بنكروم، وتدخل فيها الأستاذ ابراهيم مشروح (الاختلاف العقدي في شروط إمكان حوار الأديان)، والباحث يونس الوكيلي (الإسلام اليومي مقارنا)، والباحث يوسف غرور (السكي جورافسكي)، والباحث محمد الغزوي (نولدكه وتاريخ القرآن).
أما الجلسة الرابعة: فقد كانت تحت عنوان «العلم وآفاقه بعيدا عن الإديولوجيا» وترأسها الأستاذ مصطفى بوهندي، وتدخل فيها الأستاذ أحمد البوكيلي (مقاربة منهجية لخطورة الإديولوجية على مقارنة الأديان)، والباحث مصطفى بنديسور(نحو نهضة علمية في مقارنة الأديان)، والباحث عبد النبي العيدودي (علم الأديان المقارن وعلم السياسة)، والباحث عبد الله العسيري (تجربة إيديولوجية في علم الأديان)، والأستاذ مقتدر خان.