قالت صحيفة "ليكسبريسيون" الإيفوارية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إن العلاقات بين الكوت دي فوار والمغرب تتميز بتاريخها العريق وانسجام رؤية البلدين كما كان عليه الحال في عهد الرئيس الإيفواري الراحل فيليكس هوفويت بوانيي وجلالة الملك الراحل الحسن الثاني. وفي ملف خاص عن العلاقات المغربية الإيفوارية، ذكرت الصحيفة أنه "منذ نهاية الأزمة بالكوت دي فوار، تعززت العلاقات الودية بين أبيدجان والرباط تحت قيادة الرئيس وتارا وصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وقدمت الصحيفة، التي خصصت حيزا مهما للزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت دي فوار، لمحة تاريخية عن روابط التعاون والشراكة القائمة بين البلدين وكذلك بين زعيمي الدولتين "المتبصرين" الرئيس الراحل فيليكس هوفويت بوانيي وجلالة الملك الراحل الحسن الثاني.
وأبرزت الصحيفة دعم أبيدجان الثابت للرباط في قضية الصحراء المغربية، مذكرة بأن الراحل فيليكس هوفوييت بوانيي "لم يقبل يوما التحاق الجمهورية الصحراوية المزعومة بمنظمة الوحدة الإفريقية".
وأوردت الصحيفة تصريحا لرئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية، غيوم سورو، قال فيه إن جلالة الملك محمد السادس، منذ توليه العرش، جعل من إفريقيا أولوية دبلوماسية وركز اهتمامه على دول الجنوب.
وأوضح السيد سورو أنه "منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، بدا واضحا التوجه الإفريقي للمملكة".
وأبرزت "ليكسبريسيون" أن "الرئيس وتارا الذي استشعر اهتمام المملكة المغربية بإفريقيا اغتنم فرصة هذا الاهتمام وحرص، منذ توليه السلطة، على تجديد التأكيد على دعم بلاده للمغرب في النزاع القائم مع الجزائر والبوليساريو حول الصحراء".
وأضافت أن الرئيس وتارا يعتبر أن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو "الحل الأكثر واقعية وجدية" والكفيل بوضع حد لأحد أقدم النزاعات في العالم، مشيرة إلى أن الرئيس الإيفواري يتبنى موقفا "ثابتا وصريحا" تم الإفصاح عنه علانية بمناسبة القمة الثامنة عشرة للاتحاد الإفريقي التي عقدت بإثيوبيا ما بين 29 و30 يناير 2012.
وأكدت (ليكسبريسيون) أن الكوت دي فوار ما فتئت تؤكد على موقفها الداعم للمملكة في قضية الصحراء المغربية في كافة الهيآت، وما فتئت تؤكد حرصها على الوحدة الترابية للمملكة، مضيفة أن الرباط وما إن تأكدت من دعم أبيدجان حتى شرعت في مساعدة الرئيس واتارا على تدارك عشر سنوات من التأخر.
وأضافت أن "المغرب الذي راكم تجربة مهمة في مختلف المجالات يروم وضع خبرته رهن إشارة شريكه الجنوبي. وقد وجد الحسن وتارا الذي يريد إعادة تموقع الكوت دي فوار بالقارة الإفريقية في المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس خير حليف".
واهتمت الصحيفة في ملفها الخاص أيضا بالشق الاقتصادي، مبرزة أن رجال الأعمال المغاربة لا يخفون اهتمامهم الكبير بالسوق الإيفوارية، حيث يستكشفون حاليا الفرص المتاحة بكافة القطاعات.
وبالأرقام، أوضحت الصحيفة أن حجم المبادلات الاقتصادية بين المغرب والكوت دي فوار انتقل من 39,6 مليار فرنك إفريقي إلى 47 مليار فرنك إفريقي سنة 2012، مشيرة إلى أن هذا التوجه الاقتصادي، الذي تعزز بتولي وتارا مقاليد الحكم وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، امتد ليشمل عدة قطاعات بدءا من الأبناك، وصولا إلى البناء والأشغال العمومية، مرورا بالتأمينات والاتصالات.
وبخصوص آفاق الشراكة بين البلدين، أشارت الصحيفة إلى أن التعاون المغربي الإيفواري سيتعزز بمشروع تهيئة وتثمين خليج كوكودي بتكلفة 137 مليار فرنك إفريقي، الذي يعتبر رمزا قويا للشراكة جنوب -جنوب.
واعتبرت الصحيفة أن أحد أكبر المستفيدين من دفء العلاقات بين محور أبيدجان والرباط يبقى هو أرباب العمل بكوت ديفوار.
وقالت إن "القطاعين الخاصين بالبلدين فتحا مجموعة من مجالات التعاون وتقاسم الخبرات"، مؤكدة أن الكوت ديفوار كسبت الشيء الكثير من هذا التعاون بالنظر إلى عدد المقاولات المغربية الناجحة التي تسعى اليوم لدخول أسواق جديدة خارج المنطقة المغاربية.
بدورها، أشادت صحيفة "أنفو سوار" بالعلاقات الممتازة بين البلدين وبدور جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وتارا في تفعيل شراكة جنوب-جنوب نموذجية ومربحة للطرفين.