أكد الرئيس المدير العام للمبادرة العالمية للتنمية ميما نيديلكوفيتش أن المغرب مؤهل، بالنظر إلى استقراره السياسي ومستواه التنموي وموقعه الإستراتيجي، ليكون قاطرة للتنمية الإقتصادية بإفريقيا جنوب الصحراء. وقال ميما نيديلكوفيتش، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب عرف، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كيف يدير بحكمة وبعد نظر مرحلة عدم الإستقرار في محيطه العربي وشمال إفريقيا ، من أجل تعزيز مساره نحو ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتقوية التنمية الإقتصادية ، مشيرا إلى أن المملكة نجحت خلال السنوات الأخيرة في تحقيق تقدم هام في العديد من القطاعات منها المتعلقة بالبنيات التحتية واللوجستيك والخدمات المالية .
وأضاف ميما نيديلكوفيتش، الذي كان يتحدث بمناسبة انعقاد منتدى المبادرة العالمية للتنمية من 31 ماي إلى 2 يونيو الجاري بمدينة الكاب الجنوب إفريقية بمشاركة ثلاث مجموعات مغربية، إن هذه القطاعات تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لإفريقيا، القارة التي تواصل فيها المقاولات المغربية تعزيز حضورها بفعل الخبرات التي راكمتها وقدرتها على توسيع أنشطتها .
وسجل أن الخبرات التي راكمتها الشركات المغربية جد مفيدة لتنمية إفريقيا ، خاصة في قطاعات الخدمات المالية والبناء والأشغال العمومية والسكن والطاقة .
وشدد على أن المغرب يمكنه أن يضطلع بدور ريادي في إفريقيا جنوب الصحراء في قطاعات مختلفة منها النقل الجوي الذي تسجل فيه شركة الخطوط الملكية المغربية حضورا متزايدا على المستوى الإفريقي .
وأضاف أن القطاع الفلاحي يظل كذلك من القطاعات الذي يمكن فيها للمغرب أن يفيد شركاءه الأفارقة ، خاصة في ظل التجربة التي راكمها في هذا المجال بفضل مخطط المغرب الأخضر.
من جهة أخرى، أبرز الرئيس المدير العام للمبادرة العالمية للتنمية الأهمية الاستراتيجية للجولة التي يقوم بها جلالة الملك حاليا في إفريقيا ، مشيرا بالخصوص إلى البعد الإنساني الذي يضفيه جلالته على زياراته لإفريقيا ، القارة التي تحظى بالأولوية في الدبلوماسية الملكية.
وأشار في هذا الصدد إلى أهمية المشاريع الاجتماعية التي أطلقها جلالة الملك في البلدان الإفريقية ، ما يدل على المكانة التي يحتلها العنصر البشري في أية استراتيجية تنموية.
وسجل أنه فضلا عن العلاقات الاقتصادية المتنوعة بين المغرب والبلدان الأوربية، فإن اتفاق التبادل الحر الذي يربط بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة يمنح هذه الأخيرة امتيازا تنافسيا إضافيا في جهودها لتعزيز روابطها الاقتصادية مع البلدان الإفريقية ، موضحا أن الشركات المغربية والأمريكية يمكنها أن تنخرط في شراكات لتحقيق التنمية بإفريقيا.
من جانب آخر أعرب ميما نيديلكوفيتش عن ارتياحه لمشاركة مقاولات ومجموعات رائدة بالمغرب في منتدى المبادرة العالمية للتنمية بمدينة الكاب .
وقال إن المشاركين في هذا المنتدى أتيحت لهم الفرصة لمتابعة مداخلات هامة حول التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجالات أساسية على غرار اللوجستيك والطاقة والخدمات المالية والصناعة .
كما شكل المنتدى مناسبة لتقديم عروض حول التجربة المغربية في مجال بناء مدن لوجستيكة مندمجة (وهي سابقة في إفريقيا) ، والإنتاج الخاص للكهرباء ، والخدمات المالية في ظل إحداث قطب مالي دولي بالدار البيضاء .
وضم الوفد المغربي المشارك في المنتدى مسؤولي (مجموعة التجاري وفا بنك) و(مغرب الصناعات) ومجموعة (زينافريك ) .
وتركزت المناقشات خلال الملتقى ، الذي شارك فيه مديرون تنفيذيون ورؤساء مقاولات إفريقية ودولية معروفة ، حول أهم التحديات المرتبطة بتنمية إفريقيا ومنها تقليص معدل الفقر وإنعاش التنمية الاقتصادية والاستثمارات المساهمة في خلق مناصب الشغل .
وتهدف المبادرة العالمية للتنمية ، التي تتشكل من شبكة من مسيري شركات تشتغل في قطاعات ذات مؤهلات تنموية كبيرة ، إلى محاربة الفقر من خلال إنعاش التنمية الإستراتيجية والإستثمار خاصة في إفريقيا .
وتتوفر المبادرة على شبكة واسعة بالمغرب عبر مشاركة عدة شركات مغربية من قبيل "التجاري وفا بنك"، و"البنك المغربي للتجارة الخارجية بنك إفريقيا"، و"أولماس للمياه المعدنية"، و"مغرب الصناعات"، و"مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط"، و"زينافريك هولدينغ"،
وتعد رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون من بين أعضاء مجلس إدارة المبادرة العالمية للتنمية.