تسبب تمرد ما يقرب عن 248 معتقلا من السلفية الجهادية في قضاء ليلة بيضاء بالسجن المحلي بسلا، المعروف اختصارا بالزاكي، حيث قضى رجال أمن ودرك ومسؤولين كبار في الأمن ووكلاء عامين، ليلة بيضاء، وذلك خوفا من فرار عناصر من المعتقلين الذين أعلنوا تمردا لم يسبق له مثيل داخل العنابر قبل أن تتطور الإحداث إلى عملية استيلاء على أحد سلالم رجال الإطفاء. وهو الأمر الذي ضاعف المخاوف من تنفيذ عملية فرار جماعي تصعب السيطرة عليها. وكان بعض معتقلي السلفية الجهادية أعلنوا عصيانا منذ الصباح الباكر في سجن سلا، حيث قاموا أول الأمر باحتجاز 8 موظفين، قبل أن تتطور الأحداث التي اضطرت القوات العمومية ورجال الأمن والدرك إلى التدخل وإدخال الآليات إلى قلب الزاكي لتفريق المتمردين.
لكن انقلبت الأمور إلى صالح السلفية الجهادية، حيث قاموا بتخريب جزء من جدار السجن وحولوه إلى قطع حجارة لرشق عناصر الأمن والقوات المساعدة. الأمر الذي تسبب في إصابة أزيد من 61 عنصرا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
وقد حاول العديد من المسؤولين، الذين حضورا إلى السجن المحلي بسلا منذ الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، إقناع هذه العناصر المتمردة لكن دون جدوى، الأمر الذي دعا إلى التدخل خصوصا وأن السجن المذكور به أكبر عدد من معتقلي السلفية والاحتياطيين.
وقد حاول المتمردون استمالة باقي المعتقلين إلى جانبهم لكن دون جدوى، وهو ما حدا بمحمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي التقى بالمعتصمين لبضع دقائق، إلى تحميلهم مسؤولية العواقب التي قد تترتب عن حركة العصيان داخل السجن.
وكان عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، ظلوا مرابطين أمام بوابة السجن، لمتابعة تطورات الوضع، خاصة بعد استقدام تعزيزات أمنية جديدة ضمت مختلف التشكيلات، حيث تجددت المواجهات بين المعتصمين ورجال الأمن الذين استعملوا قنابل الغاز المسيل للدموع (الكريموجين) من أجل فك الاعتصام، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة شديدة. وقد عاين الصحافيون وعائلات المعتصمين، حضورا مكثفا لعدد من كبار المسؤولين، من بينهم عبد الحفيظ بنهاشم المندوب العام للسجون، حسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير ومحمد مفيد والي أمن الجهة و الضباط الكبار من مختلف الأجهزة الأمنية.
وتنشغل السلطات الأمنية والسجنية بواقعة فريدة حدثت أثناء محاولة الوقاية المدنية تثبيت سلم إحدى شاحناتها على جدار السجن، إذ استولى المعتصمون على هذا السلم الذي يبلغ طوله أكثر من 5 أمتار، مما خلق تخوفات من استعماله في الصعود إلى بنايات أخرى أو لتنفيذ عملية فرار. وفي موضوع ذي صلة، نفت جهات أمنية مسؤولة استخدام الرصاص المطاطي، بل اقتصر التدخل على القنابل الغازية المسيلة للدموع، والتي كان يتلقفها عناصر السلفية الجهادية ليوجهوها مباشرة في اتجاه معتقلي الحق العام والنزلاء الأحداث بغرض إثارتهم وبالتالي تحريضهم على المشاركة في عملية العصيان.