في الفيديو يظهر الجنرال أحمد الدليمي (الذي كان آنذاك برتبة كولونيل قائدا للمنطقة الجنوبية) مع مسؤولين في الجيش المغربي، خلال زيارة لموقع "معركة امكالا 1" التي تكبدت فيها الجزائر وفلول البوليساريو خسائر مادية وبشرية فادحة.. وفي الشريط مجموعة من الصحفيين الذين أصطحبهم المسولون المغاربة للإطلاع على حجم الخسائر التي تكبدها الانفصاليون وراعيتهم الجزائر، حيث تظهر الأسلحة، وجلها من صنع سوفياتي، من صواريخ سام 7 السوفييتية، ومدافع أ 120، وقاذفات الصواريخ، ومختلف الاسلحة المضادة للدبابات...إلخ
وتأتي زيارة الوفد الصحفي الأجنبي إلى موقع معركة أمغالا 1 بمبادرة من المغرب وذلك بعد ان ادعت الجزائر كعادتها بأن الأمر يتعلق بكمين نصبه الجيش المغربي لشباب من الخدمة الوطنية كانوا ينقلون معونات للصحراويين الذين كانوا يعانون هناك، وهو ما فنده المغرب عبر استدعاء الصحافة الدولية وتنظيم زيارة لممثلي الصحف الأجنبية لدحض ادعاءات الجزائر، حيث وقف الوفد الصحفي على حقائق دامغة بخصوص تورط الجيش الجزائري في المعركة( ملابس الجنود الجزائريين، علب الجبن الجزائرية، والأكل التابعة للجيش الجزائري، الذخيرة المتبقية التي تحمل علامة الجيش الجزائري والمستوردة في غالبيتها من روسيا) ...
كما يظهر الشريط جثت العناصر الانفصالية وافراد الجيش الجزائري الذين قتلوا في المعركة، إلى جانب بعض الأسرى وجلهم جزائريون، تم إلقاء القبض عليهم في ساحة المعركة من طرف عناصر الجيش المغربي..
يذكر أن معركة أمغالا الأولى وقعت في أواخر يناير 1976 بين القوات المسلحة الملكية المغربية من جهة وثلاثة ألوية من الجيش الجزائري وعناصر من انفصاليي البوليساريو وذلك على ثلاث جبهات (أمغالا، المحبس وتفاريتي).
وانتهت معركة امغالا 1 بمقتل حوالي 250 من عناصر الجيش الجزائري وأسر نحو 500 آخرين، منهم عناصر من ميليشيات البوليبساريو، ومنذ تلك المعركة لم تستطع الجزائر المغامرة والزج بجيشها في المعارك الميدانية، وظلت تدعم باللوجستيك والسلاح والذخيرة والعتاد انفصاليي البوليساريو..
وقد توقفت العمليات العسكرية المغربية من جانب واحد، لكن الجزائر خرقت الهدنة لأن هواري بومدين أقسم ان ينتقم لهذه الهزيمة النكراء التي مني بها في امغالا 1، فأرسل وحدات من القوات الخاصة الجزائرية للهجوم في جنح الظلام على أفراد الكتيبة المغربية الذين كانوا يعتقدون أن الجيش الجزائري ملتزم بوقف إطلاق النار، وهو ما سمى بمعركة أمغالا الثانية، التي وقعت في 28 فبراير 1976 ، وقبل أن يرسل المغرب كتيبة لتطهير أمغالا واسترجاعها نهائيا..
و"أمكالا"، كلمة أمازيغية تعني المحطة، هي قرية صغيرة تبعد عن مدينة العيون المغربية بحوالي 220 كلم وعن ولاية تندوف بجنوب-غرب الجزائر بحوالي 60 كلم، وهي معروفة منذ القدم حيث كانت تتوقف قوافل الرحل عندهانظرا لوجود آبار للمياه العذبة بها..