تعرض رجال أمن في آسفي، برتب مهمة، لمضاعفات صحية جراء حالة الاستنفار التي تعيشها المصالح الأمنية في المدينة على خلفية تفكيك الخلية المشتبه في كونها تقف وراء التفجير الإرهابي الذي تعرضت له ساحة جامع الفنا في مراكش. وعلمت «المساء» في هذا الصدد بأن ضغطا كبيرا مورس على مختلف الدوائر والعناصر الأمنية في مدينة آسفي، أدى إلى سقوط عدد من المسؤولين الأمنيين الكبار مغمى عليهم، أحدهم حالته حرجة. واستنادا إلى معطيات ذات صلة، فإن الأمر يتعلق بأحد عمداء الأمن، يشغل منصب رئيس دائرة، فقد تعرض لحالة إغماء نقل إثرها، على وجه الاستعجال، إلى إحدى المصحات الخاصة. والأمر نفسه تعرض له أحد زملائه بنفس الرتبة بعد أن ارتفع ضغطه الدموي. وقالت مصادر «المساء» إن الأمن في آسفي مورس على أفراده ضغط كبير بفعل هذا الحادث الإرهابي، بالرغم من كونه لم يكن يشارك في التحقيقات بشكل مباشر، وكان من مظاهر ذلك الضغط الاشتغال 24 ساعة على 24، في ظروف عمل غير مناسبة. هذا، وتحدثت مصادر «المساء» عن وجود آليات تعيق عمل الأجهزة الأمنية في مدينة آسفي، وأن «الثغرات والتقصير الأمني» اللذين جرى الحديث عنهما في ملف عادل العثماني يجب ربطهما بوسائل عمل الأجهزة الأمنية في المدينة، مضيفة أن آسفي، بشساعة مجالها الحضري الذي يمتد على مساحة تزيد على 74 كيلومترا مربعا، لا يمكن أن يتم ضبطها أمنيا بعناصر بشرية تكفي فقط لتدبير مدينة في ربع مساحة آسفي وأعداد سكانها. وأشارت معطيات ذات صلة إلى أن الإدارة العامة للأمن الوطني، ووزارة الداخلية عموما، لم تكن تولي أهمية خاصة لوسائل عمل الأجهزة الأمنية في مدينة آسفي، وأن الدوائر الأمنية التي تقتسم المجال الحضري في المدينة تشتغل تحت ضغط عدد كبير من الملفات والقضايا وبعدد قليل من ضباط ورجال الأمن، وأن عددا كبيرا من عناصر الأمن يتوفر على هواتف نقالة بلا رصيد،... ومع ذلك يطلب منه نقل المعلومة في الزمان والمكان، حسب أحد العناصر الأمنية. وقالت المصادر ذاتها إن هناك دوائر أمنية مجهزة بالكامل من قبل رجال الأمن الذين يجلبون الكراسي من منازلهم ويشتغلون بحواسيبهم الشخصية لإنجاز المحاضر،.. مضيفة أن مصالح الاستخبارات في آسفي تنقصها وسائل العمل الحديثة والمتطورة في تعقب ورصد المخاطر الأمنية، كما تنقصها عناصر مؤهلة ومكونة تكوينا حديثا لرفع مخاطر التهديدات الإرهابية،.. وتساءلت المصادر ذاتها كيف يمكن تعقب مشتبه فيهم على امتداد جغرافية المجال الحضري لآسفي على شساعتها، وأغلب عناصر الأمن والاستخبارات لا تتوفر على وسائل نقل رسمية؟