إرهابي أرگانة يعود ل «تمثيل» جريمته أعيد أمس الأربعاء، تمثيل وقائع الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى «أركانة» بساحة جامع الفنا بمراكش في 28 أبريل الماضي. وقد بدأت أطوار هذه العملية من محطة القطار قبل أن يتوجه المشتبه في كونه المنفذ الرئيسي للاعتداء إلى ساحة الكتبية حيث شرع في تهيئة العبوة الناسفة، قبل أن يقصد مقهى «أركانة» المكان الذي اختاره لتنفيذ عمله الإجرامي الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا وجرح 21 آخرين. وبجانب ساحة جامع الفنا، قام المشتبه به بالتخلص من بعض الأدوات التي استعملها من أجل التمويه والتخفي في هيئة سائح. بعد ذلك، تم نقل المتهم الرئيسي، الذي كان تحت حراسة أمنية مكثفة، إلى حديقة عمومية بباب دكالة، حيث عمد إلى حلق شاربه، قبل أن يتوجه إلى المحطة الطرقية لنقل المسافرين. ولم يظهر على محيا المتهم الرئيسي في تفجير أركانة، أي نوع من الندم أو الخوف، فقد كان هادئا غير منزعج بالصور الكثيرة والكاميرات التي جاءت لتسجيل لحظة تمثيله لجريمة التفجير. تجدر الإشارة إلى أن إعادة تمثيل وقائع هذا الاعتداء الإرهابي، تم بحضور مسؤولين عن مختلف المصالح الأمنية والنيابة العامة، خاصة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، ووالي جهة مراكش تانسيفت الحوز، ورئيسة المجلس الجماعي لمدينة مراكش. إلى ذلك، ألقت مصالح الأمن القبض على أربعة أشخاص آخرين، في إطار التحقيقات الجارية حول حادث التفجير الإرهابي لمدينة مراكش في 28 أبريل الماضي، ليرتفع عدد المعتقلين على خلفية الحادث إلى سبعة أشخاص، من بينهم المنفذ الرئيسي للاعتداء. وقالت مصادر مقربة من التحقيق أن السلطات الأمنية ألقت القبض، صبيحة أول أمس الثلاثاء، على ثلاثة أشخاص آخرين يشتبه في أن لهم علاقة بالتفجير الإجرامي بمقهى «أركانة» بساحة جامع الفنا بمراكش، بينما اعتقلت الشخص الرابع عشية نفس اليوم بنفس المدينة. وتشير ذات المصادر إلى أن المعتقلين الأربعة على خلفية التفجير كانوا يعلمون بتفاصيل العملية دون أن يشاركوا فيها. وكشفت مصادر أمنية أن المعتقلين الأربعة المتحدرين من نفس المدينة التي يتحدر منها المعتقلون الثلاثة السابقون، لهم علاقة وطيدة بمنفذ العملية والعقل المدبر لها، من بينهم شخص يملك مخدعا هاتفيا بمدينة آسفي يتاجر في الهواتف النقالة، ويحتمل أن يكون المشتبه فيه الرئيسي قد اقتنى منه الهاتف المستعمل في تفجير العبوتين الناسفتين اللتين قام بصنعهما، وربما يكون هو الذي أدخل بعض التعديلات على الجهاز لتحويله إلى آلة للتحكم عن بعد في التفجير، وقد يكون شارك المتهم الرئيسي في القيام بتجربة التفجير عن بعد بضواحي المدينة. أما الثلاثة الآخرون فيتعلق الأمر بخياط في الثلاثين من العمر ومياوم في نفس سن سابقه تقريبا ونجل أحد تجار المتلاشيات، لم يبلغ بعد عقده الثالث، كانوا على صلة بالمشتبه فيه الرئيسي في التفجير الذي خلف 17 قتيلا أغلبهم من السياح الأجانب و23 جريحا. وتأتي هذه الاعتقالات الجديدة خمسة أيام بعد اعتقال الأشخاص الثلاثة الأوائل الذين يوجد من بينهم المنفذ الرئيسي للاعتداء، المدعو عادل العثماني. يذكر أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قامت بتحريات دقيقة ومعمقة مكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض على ثلاثة مواطنين مغاربة من بينهم المنفذ الرئيسي لهذا الحادث الإرهابي. وقد أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي في تصريح صحافي مؤخرا، أن المشتبه في كونه المنفذ الرئيسي للاعتداء، عمل منذ 6 أشهر على اقتناء مواد مختلفة تدخل في تركيبة المتفجرات أودعها بمنزل عائلته بآسفي وتمكن من صنع عبوتين ناسفتين من 9 و 6 كيلوغرامات، إضافة إلى قيامه بإحداث تغييرات في هاتف محمول بهدف التحكم في تفجير العبوتين عن بعد. وأضاف أن البحث لا يزال جاريا تحت إشراف النيابة العامة المختصة وسيتم تقديم الأشخاص المشتبه فيهم أمام العدالة بمجرد استكماله. إلى ذلك، أفادت الوكالة التلغرافية السويسرية، أول أمس الثلاثاء، بأن النيابة العامة السويسرية فتحت تحقيقا في ارتباط باعتداء أركانة. وأوضحت الوكالة، استنادا إلى المتحدثة باسم النيابة العامة جانيت بالمير، أن المسطرة التي اتخذتها النيابة العامة موجهة ضد مجهول، مذكرة بأن ثلاثة من ضمن الضحايا ال 17 الذي سقطوا نتيجة هذا الاعتداء هم مواطنون سويسريون كانوا في عطلة بالمغرب. وأضافت بالمير أن النواب الفيدراليين على اتصال وثيق بالسلطات المغربية دون أن تقدم مزيدا من التوضيحات.