أكد مشاركون في لقاء نظم، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، حول موضوع "لإشكاليات المتعلقة بالبنية التحتية بإفريقيا"، أنه على الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها القارة فإن هذه الأخيرة تواجه "عجزا حادا" في تمويل المشاريع يعيق إقلاعها الاقتصادي والتنموي. وخلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الدورة الثالثة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية 2015، اعتبر المشاركون، ومن ضمنهم ممثلو مقاولات وصناديق تنموية وخبراء، أن ابتكار طرق جديدة للشراكة خاصة بين القطاعين العام والخاص يعد ضروريا لمواجهة الصعوبات التمويلية في وقت الأزمات.
وفي هذا السياق، قال ليونيل زينسو، رئيس صندوق الاستثمارات الفرنسي، إن إفريقيا، التي شهدت نموا ديمغرافيا قويا، تعاني، على الخصوص، من ضعف تغطية الشبكة الكهربائية، موضحا أن ما يقارب 60 في المائة من سكان القارة لا يستفيدون من الخدمات الكهربائية، ولا من خدمات التزويد بالماء أو الصرف الصحي.
وأضاف أن هذا العجز يكبد النمو الاقتصادي الإفريقي خسارة بنقطتين، مبرزا أن الانكباب على تطوير البنية التحتية بالقارة يشكل مفتاح الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي للقارة
من جانبه، أشار المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، السيد سعيد إبراهيمي، إلى أن البلدان الإفريقية ذات "الاقتصاديات الصغرى" تواجه مشاكل حقيقية في إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تتطلب تمويلات هامة.
ومن أجل التغلب على هذه الإشكاليات، أكد إبراهيمي على أهمية التكامل الاقتصادي الإقليمي ووضع مشاريع إفريقية كبرى لخلق سوق أوسع قادر على جذب كبار المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال.
من جهته، أكد مدير التمويلات للمجموعة الفرنسية "فينشي"، جيرمان غوتييه، أن أحد التحديات الكبرى التي تعرقل تطوير البنية التحتية الأساسية بالقارة الإفريقية يتمثل في العجز عن ضمان استدامة للمشاريع.
وشهدت هذه التظاهرة التي نظمها (التجاري وفا بنك) ومكتب (المغرب - تصدير)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة فاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين من 15 بلدا إفريقيا، وتنظيم لقاءات عمل بين أصحاب القرار ومستثمرين اقتصاديين، علاوة على عقد ورشات سهر على تنشيطها خبراء وفاعلين، اتخذت من قضايا اقتصادية راهنة موضوعا لها.
كما شمل برنامج هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "حان وقت الاستثمار"، تقديم المشاريع الاستثمارية الكبرى في سبع دول تنتمي لمنطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا.