بعد دورتيه السابقتين ينعقد "هوب أفريكا" هذه السنة تحت شعار "الثقة بإفريقيا الاستثمار في إفريقيا". وأفاد منظمو هذه التظاهرة، في ندوة صحفية عقدت، الاثنين الماضي بالدارالبيضاء، أن موضوع هذا الملتقى لم يتم اختياره اعتباطيا، على اعتبار أن إفريقيا تعيش حاليا دينامية نمو غير مسبوقة، كما أن هذه القارة أخذت في البروز نتيجة تعافيها التدريجي، وأيضا من خلال مؤهلاتها الطبيعية والديموغرافية. وبالنسبة لمنظمي "هوب أفريكا"، فإن الإقلاع الاقتصادي للقارة يفرض دعمها أولا من قبل الأفارقة حتى يستحقوا ثقة الآخرين، خاصة أن القارة تحظى، أيضا، بتحول ديموغرافي مع نسبة سكان ستتضاعف في أفق 2050 لبلوغ ملياري نسمة، ما يجعل منها إحدى أكبر الأسواق في العالم، إضافة إلى نمو ديموغرافي من شأنه أن يسفر عن دخول سوق الشغل ل 160 مليون شاب، والرفع من نفقات الأسر الإفريقية لتنتقل من 840 مليار دولار أمريكي إلى 1400 مليار دولار أمريكي سنة 2020. وأكد هؤلاء من منظور آخر، أن هذه القوة الديموغرافية ستساعد على التسريع من النمو الاقتصادي، لكن يتعين أن تكون القارة الإفريقية مستعدة لذلك. وحول هذا المعرض، أفاد منظموه أنه يعد تظاهرة مخصصة للاستثمار والإبداع وتطوير المقاولة، حيث سيمثل "هوب أفريكا" أكبر تجمع للفاعلين السياسيين والاقتصاديين بإفريقيا، وسيكون ملتقى حقيقيا لجميع الطاقات المنشئة للثروات وفرص الشغل، حيث سيلتقي القطاع العام والخاص، والشركات الكبرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا، والجمعيات المهنية، والأساتذة الجامعيين، والشباب حاملي الشهادات طلبة التعليم العالي، وحاملي المشاريع، وأصحاب المهن، وأيضا الهيئات التمويلية والهيئات المواكبة، لتقديم كل الإجابات المرتبطة بالاستثمار في إفريقيا، والتمويل، وإحداث المقاولات والنهوض بها، والفرانشيز، والتسيير، والاستشارة، والابتكار. وسيتيح المعرض للمشاركين والزوار إمكانيات تطوير شبكاتهم وتبادل خبراتهم وحماسة المقاولين الكبار. ويتيح أيضا للمستثمرين والمقاولين الذاتيين الآخرين الاستفادة من أفضل النصائح والجرأة على الانتقال أو ضمان الانطلاق ونجاح المشروع. وأبرز المتدخلون، أن هدف المعرض يتجلى في إخبار الفاعلين الدوليين عن فرص الاستثمار المتاحة في كل القطاعات وفي كل الدول، وتسهيل تبادل الخبرات، وتحديد وتبسيط التآزر، ودعم تطوير الأعمال وريادة الأعمال، والتعرف على المعيقات واقتراح إجراءات تصحيحية على المستوى التنظيمي والمالي واللوجستيكي، وإنشاء نظام بيئي مواتي لريادة الأعمال والاستثمار، وتطوير المبادلات والاستثمارات ما بين الدول الإفريقية/ جنوب الجنوب. هذا، ويهدف المعرض من جهة أخرى، إلى إبراز تموقع المغرب كمركز بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا والدول الإفريقية، وتقديم نموذج التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المغربية، تشجيع المغتربين الأفارقة على العودة والاستثمار في بلدهم الأصلي. وأضاف المتدخلون أن أهداف تظاهرة "هوب أفريكا" تستجيب للمتطلبات والحاجيات الحالية للقارة الإفريقية، مؤكدين التحديات الكبرى التي تواجه إفريقيا بالنظر إلى المعطيات الجيو استراتيجية الجديدة، التي تفرض إعادة التفكير في النموذج الاقتصادي. وخلص منظمو "هوب أفريكا"، إلى أن هذه التظاهرة تعنى بمواكبة هذا التحول المتجه نحو البزنس والاستثمار وريادة الأعمال في القارة، وفي دورتين تمكن المعرض من استقبال في المتوسط 5000 مشارك وزائر من 15 بلدا من إفريقا وأوروبا ودول الخليج. دورة 2015: ابتكارات كبرى يعود معرض هوب أفريكا هذه السنة ببرنامج أكثر أهمية ومضمون تقني أكثر غنى، يستجيب تماما للحاجيات الحالية المرتبطة بالاستثمار وأيضا بالمقاول الذاتي. وستتمحور دورة هذه السنة حول فضاءات مخصصة لبرنامج علمي على شكل ندوات وورشات تيماتية، إلى جانب تسليم جوائز هوب أفريكا، كما سيشهد تنظيم فضاءات النصائح، وتجمعا للاستثمار، والتسوق، وتقديم نموذج مبتكر للتمويل التشاركي. وستتميز هذه الطبعة أيضا بتخصيص 5 قرى مواضيعية التي تم تهيئتها، في محاولة لتسهيل توجيه الزائر.