وصف سعيد الإبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدارالبيضاء، صندوق إفريقيا 50 بآلية التمويل المبتكرة، التي ستسهم في تجهيز القارة الإفريقية بميكانيزم للتمويل يتيح الرفع من تعبئة الموارد ذات المستوى العالي، وجذب التمويلات الخاصة من أجل امتصاص العجز في البنيات التحتية بالقارة الإفريقية. جانب من ندوة صحفية للمدير العام للقطب المالي للدارالبيضاء قال الإبراهيمي، في ندوة صحفية، نظمت أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، بمقر الصندوق بالقطب المالي، إن إحداث صندوق إفريقيا 50 ينبع من انخراط صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة التنمية في إفريقيا، ووضع شراكات مفيدة للطرفين ومشاريع التطور الاقتصادي والإنساني والاجتماعي. وأضاف أن خلق صندوق إفريقيا 50 وإحداث مقره بالمغرب يأتي ليكرس الجاذبية والنجاح اللذين تتمتع بهما "كازا فينانس سيتي"، باعتبارها مركزا ماليا جهويا ودوليا، من شأنه أن يقوم بدور فاعل في الاندماج المالي والتنمية الاقتصادية. من جهته، قال تشارلز بواماه، نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، إن هدف "صندوق إفريقيا 50"، التابع للبنك، هو تطوير البنية التحتية بالقارة الإفريقية، خصوصا أن القارة السمراء تفقد 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لدولها، بسبب ضعف البنية التحتية. وأضاف بواماه أن ميزانية الصندوق ستكون في حدود 3 ملايير دولار، موضحا أن المرحلة المقبلة تنص على القيام بزيارات للبلدان الإفريقية ليصبح الرأسمال في حدود 10 ملايير دولار . وأفادت طاس أنفاريبور، المديرة العامة للصندوق، إن هذا الأخير أقيم على شكل شركة مالية ذات توجه تجاري مع بنية خاصة للحصيلة والتدبير والحكامة، فيما سيتم تحقيق هذه العمليات من خلال فرع نشاط لتنمية المشاريع، تتمحور حول إعداد وإنجاز مشاريع بنيات تحتية بنكية، وفرع نشاط لتمويل المشاريع، من خلال طلب مجموعة كاملة من مواد التمويل، من أجل دعم البنيات التحتية في إفريقيا. وأكدت أن الصندوق سيكون عبارة عن شباك وحيد تتم بلورته على ضوء التجارب والخبرات المكتسبة من تمويل البنك الإفريقي للتنمية ل 49 مشروعا طيلة ست سنوات الأخيرة. وأبرزت أن الصندوق سيصاحب المشاريع في كل المراحل مع الجمع بين تمويلات أنشطة التطوير الأولية، وكذا التمويل طويل الأجل، مشيرة إلى أن جميع المشاريع مرحب بها وكذلك الشأن بالنسبة للدول. وأوضحت طاس أنفاريبور أنه تم وضع بنية مساهمة إفريقيا 50 بشكل يقدم اقتراحا للاستثمار الجذاب للمستثمرين. وبهذه الصفة، "سيصدر صندوق إفريقيا 50 ثلاث فئات من الصكوك، سيتم منحها للدول الإفريقية ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية للتنمية والمؤسسات المالية العمومية، وكذا الجمعيات الخاصة والخواص". يشار إلى أن صندوق إفريقيا 50 أحدث بمبادرة من البنك الإفريقي للتنمية، الذي أعلن خلال اجتماعاته السنوية، التي انعقدت في ماي 2013، بمراكش عن إنشاء هذا الصندوق بهدف حشد الدعم المالي لمشاريع البنية التحتية في إفريقيا، خاصةً عبر إصدار سندات في الأسواق المالية الإفريقية والدولية للاستفادة من السيولة المتوفرة فيها. ويسعى الصندوق إلى جذب تمويلات من مصادر مختلفة كالدول، والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، والصناديق السيادية الدولية والإقليمية، بهدف توجيهها لتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البنى التحتية في إفريقيا. وجاء اختيار المغرب من بين 9 دول إفريقية أفصحت عن رغبتها في استضافة المقر الرئيسي للصندوق. وجرى اختياره بناء على توافر الاستقرار السياسي والاقتصادي، وسهولة النقل والحدود الجوية، التي تربطها بالعديد من الدول الإفريقية.