أكد منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دو كيرشوف، أن المغرب يعتمد "سياسة فعالة" في مجال محاربة الإرهاب. وأوضح دو كيرشوف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المقاربة التي يعتمدها المغرب لا تقوم فقط على البعد الأمني، بل تقوم أيضا على الجانب المتعلق بالوقاية، وذلك من خلال الإصلاحات السوسيو- اقتصادية والتأطير الديني.
وقال منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب " يحضر بذهني، في هذا السياق، برنامج تكوين الأمة والاستراتيجية الشاملة التي يعتمدها المغرب. وكذا إصلاح قطاع العدالة، وباقي الإصلاحات المنفذة بموجب الدستور الجديد، الذي يؤكد على محورية حقوق الإنسان".
وأشار دو كيرشوف، في هذا الصدد، إلى أن المغرب طور في مجال الوقاية من التطرف الديني "تجربة هامة"، مسجلا أن المملكة تقدم في هذا الإطار الخبرة و التكوين لدول إفريقية أخرى بمنطقة الساحل والصحراء.
وأكد أنه، بصفة عامة، " يضطلع المغرب بدور هام للغاية في مجال مكافحة الإرهاب. حيث أن مصالحه المختصة تتوفر على دراية جيدة بالمنطقة، بما في ذلك منطقة الساحل".
وذكر دو كيرشوف بأن المغرب قام ، أيضا، ب "دور فعال " أثناء رئاسته لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأضاف دو كيرشوف، أن المغرب يترأس حاليا، مع هولندا، مجموعة جديدة داخل المنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب حول المقاتلين الأجانب، والتي تم في إطارها تبني مذكرة تفاهم لاهاي- مراكش حول الممارسات الجيدة للرد بشكل أنجع على هذه الظاهرة.
من جهة أخرى، أكد دو كيرشوف أن الاتحاد الأوروبي يرغب في تعزيز تعاونه مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، بالنظر للتحديات والتهديدات التي تلقي بثقلها على بلدان ضفتي الحوض المتوسطي.
وقال إن "المغرب والاتحاد الأوروبي سيعملان على تعزيز تعاونهما في مجال محاربة الإرهاب، فهما في طور التفاوض حول مذكرة للتفاهم في هذا المجال".
وأضاف "نأمل في تعزيز علاقتنا الثنائية أكثر مع تفعيل هذه المذكرة التي توجد في طور المناقشة".
وسلط دو كيرشوف، الذي شدد على كون الإرهاب يشكل تهديدا مشتركا بالنسبة لبلدان ضفتي الحوض المتوسطي، الضوء على أهمية تعاون وتبادل المعلومات في هذا المجال بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي، لاسيما في ما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، الذي يتوفر الكثير منهم على جنسية مزدوجة.
وأشار إلى أن المغرب يشارك بكيفية نشيطة في الاجتماعات حول المقاتلين الأجانب بكل من سوريا والعراق، ويتقاسم تجربته ورؤيته للتهديد، مذكرا بأن الاجتماع الذي انعقد في شتنبر الماضي بالمغرب حول هذه الظاهرة التي اتخذت بعدا مقلقا حقق نجاحا كبيرا.
وبخصوص الوضعية الحالية للتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال محاربة الإرهاب، أوضح دي كيرشوف أنه، وعلاوة على الدعم من أجل إحداث المملكة لخلية للاستعلامات المالية، يشارك المغرب في برامج "أوروميد شرطة " و"أوروميد عدالة "، إلى جانب مشروع للاتحاد الأوروبي ينفذ من طرف مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، حول تعزيز الاستجابة القضائية الجنائية لمكافحة الإرهاب بالمغرب العربي.
وأكد أن المغرب سيكون أيضا مدعوا للمشاركة في مشاريع للاتحاد الأوروبي، والتي ستضم برلمانيين وقضاة من ضفتي الحوض المتوسطي، وذلك من أجل تبادل الممارسات الفضلى في مجال محاربة الإرهاب.
وخلص منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب إلى القول "إن هناك اجتماعات منتظمة للمسؤولين السياسيين والخبراء من كلا الطرفين، فأنا أزور المغرب بكيفية منتظمة، حيث جمعتني على الدوام مناقشات مثمرة مع المسؤولين المغاربة".