تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس التهم والتهم المضادة، حول من كان وراء توجيه الدعوة للفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي. فمن قائل أن كلا من طارق بن عمار مالك قناة "نسمة" الذراع الإعلامي ل"نداء تونس" وحسن الشلغومي قائد الحملة الانتخابية لنفس الحزب في فرنسا والمعروف بعلاقاته وزياراته لإسرائيل، هما من وجها الدعوة للفيلسوف الفرنسي لإلقاء محاضرة في ندوة احتفالية بفوز "نداء تونس". كما راجت أخبار عن لقاء منتظر بين راشد الغنوشي وليفي، لم تؤكدها مصادر النهضة، وأنباء أخرى عن لقاء مع القايد الباجي السبسي لم تتأكد بعد. وكان العشرات من التونسيين قد احتشدوا مساء الجمعة في مطار قرطاج الدولي في العاصمة تونس للاحتجاج على زيارة الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي، ورددوا شعارات تقول بأن تونس لا ترحب بشخص لعب دورا في تدمير كل من سورية وليبيا ويؤيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد اضطرت أجهزة الأمن في المطار إلى إخراج الفيلسوف ليفي من باب خلفي حفاظا على سلامته ولم تعرف الجهة التي وجهت له الدعوة أو المكان الذي توجه إليه. وتتزامن زيارته مع إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التونسية، والاستعداد للانتخابات الرئاسية في الثلث الأخير من الشهر الحالي.
وكان ليفي من المدافعين عن التدخل العسكري الفرنسي البريطاني الذي ساعد في الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011.
ويعود الفضل إلى ليفي إذ ساهم في إقناع ساركوزي -عندما كان رئيسا لفرنسا إبان التدخل العسكري الخارجي- بإرسال طائرات حربية لحماية ثوار ليبيا من قوات القذافي.
ويُعتبر برنار هنري ليفي من أهم الكُتَّاب والمفكرين في أوروبا وله أكثر من ثلاثين مؤلفاً في الفلسفة وروايات الخيال والتراجم.
ولِد ليفي في الجزائر لعائلة يهودية ثرية عام 1948 إبان الاحتلال الفرنسي، لكنه اشتُهِر أكثر ما اشتهر كصحفي، وكناشط سياسي.
وقد ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنغلاديش خلال حرب انفصالها عن باكستان عام 1971.