بعد هامش الحرية والمساحة الزمنية الكبيرة التي اشتغل فيها شباب 20فبراير وأعوانهم،خصوصا خرجاتهم اليومية أمام الاعلام الوطني والدولي وتحالفاتهم الواسعة مع كل القوى الراديكالية في البلاد سواء منها الماركسية أو الصوفية ، بدأنا كمتتبعين للمشهد الساسي الوطني نتوقع أن هذا اليوم الربيعي سيكون عاصفا وسيفجر بركانا جماهيريا ضخما، لكن إذا بنا نرى الجبل يتمخض مخاضا طويلا ،عسيرا فيلد فأرا. ولعل كل المشاركين في هذا اليوم من هيئات نقابية وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية أظهرت في وضوح نهار 20مارس أنها خرجت باكية ،شاكية لكنها في وجهها الآخر أصبحت في قفص الإتهام لأنها ثلة من المرتزقة والإنتهازيين الفاشلين أرادوا تمويه الصراع بإيهام المتتبعين أن لهم جذورا وقاعدة شعبية فعن أي جماهير يتحدثون وهم مجتمعين لم يمثلوا حتى 1في المائة من ساكنة المغرب؟..فهذه الجموع مكونة من شرديمة النهج الديموقراطي وحزب الطليعة الديموقراطي الإشتراكي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والهيئة المغربية لحقوق الإنسان والكنفدرالية الديمقراطية للشغل واليسار الإشتراكي الموحد وجماعة العدل والإحسان ، ينضاف إليهم حركة باراكا ومنظمة التجديد الطلابي ......كما اتضح من خلال حضور بعض الأسماء(الكاتب الشاذ جنسيا عبد الله الطايع) أو من خلال بعض الشعارات المكتوبة على الأقمصة المجسمة على صدور بعض المتظاهرات(( لا أحتاج لممارسة الجنس فالسلطة تضاجعني كل يوم)) ..اتضح حضور وازن لحركتي مالي وكيف كيف، الهادمتين لقيم المجتمع ولهويته الشرقية والإسلامية الأصيلة..إذن كان على مرشدي العدل والإحسان أن يرشدوا العامة إلى الإستقامة وعدم الإنحراف وراء المثلية لا مباركتهم و الخروج معهم جنبا إلى جنب في مواكب مخجلة، فالتغيير الحقيقي هو تغيير السلوكات الإجتماعية لأننا أمام مجتمع مريض ، منحل خلفيا.....كل هؤلاء ركبوا موجة الشباب المغاربة المهضومي الحقوق الذين يعانون ويلات البطالة والإقصاء والتهميش، وركبوا أيضا صهوة الإحتقان المدمر الذي تعيشه الدول العربية من المحيط إلى الخليج، فقط لنفض الغبار عن تصدع بيتهم الداخلي وحبا في الظهور بمظهر المنقد/البطل فأولائك الذين يقول فيهم الله سبحانه وتعالى(( يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا)). من بين الشعارات أيضا المرفوعة وسط المتظاهرين((من أجل بناء الدولة الوطنية الديموقراطية،دولة المواطنة والحداثة،تفصل بين الدين والسياسة)) أو بتعبير أصح ، من أجل مجتمع لائكي وعلماني فهل الفايسبوكيون على علم بخطورة المطالب؟ أكاد أجزم بالنفي، لأنهم انساقوا فقط لقضاء نهاية الأسبوع بحلة بهية وبملابس عصرية حبا في الظهور كذلك ، وحتى المثقفين منهم يستظهرون المطالب ويتلونها من أوراق كتبت لهم بعبثية واضحة ،كما حدث في برنامج قضايا وآراء الذي تبثه القناة الأولى إذ بدأت عضوة من حركة 20فبراير في سرد ملف مطلبي لن يحقق إلا في مدينة أفلاطون الفاضلة...لكن لعل أبرز شعار يرفعه هؤلاء الشباب والمغاربة أجمع في بيوتهم أو في المقاهي أو الصالونات أو في أوراش العمل أو المصانع...وفي كل مكان هو إسقاط الفساد بأشكاله ورموزه التي أصبحت مفضوحة في البلاد عند الخاص والعام... إذن إخفاق آخر يسجله أعداء الشعب ، المطالب بالحق في العيش الكريم وترميم البيت لا القيام بهدمه...لكن لرب ضارة نافعة فلربما يكون هذا الفشل مؤشرا وصدمة فجائية للشباب المغرر به ، للنهوض و مواكبة ورش 9 فبراير الذي يبدو أنه وجد صدى كبيرا لدى الشعب المغربي الحر ...وكي لا أتهم بالمخزنية أنا كذلك ..رجاءا لا تصدروا أحكامكم حتى يوم 27 مارس لتروا الفجوة العميقة بين الحزبين المختلفين...لأن المغاربة قاطبة ضربوا موعدا مع هذا التاريخ لينتصروا لثورة الملك الذي ننتظر منه ومن باقي أطياف المجتمع المدني أن تثور على الأحزاب الغارقة في شيخوختها. محمد بوعلالة/[email protected]