تتواصل حملة الانتقادات التي تتعرض لها الوزيرة نجاة فالو بلقاسم، ذات الاصول المغربية، وذلك مباشرة بعد تعيينها، يوم الثلاثاء الماضي، وزيرة للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة فالس الثانية.. خصوم الوزيرة المنحدرة من بني شيكر بالريف، اهتدوا إلى عبارات نسبت لسيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة، نقلت عنها في عدد من مجلة "لوبوان" الأسبوعية سنة 2012، ليواصلوا هجومهم على نجاة وهذه المرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنيت، عبر نشر نسخة "فاك سيميلي" مزورة لبطاقة الهوية الخاصة بالوزيرة بعد ضمهم اسم "كلودين دوبون" إلى جانب نجاة فالو بلقاسم..
وقد استند هؤلاء لنسج هذه الكذبة على عبارات نسبت لسيغولين روايال، تقول فيها عن نجاة، التي عينتها ناطقة باسم حملتها الانتخابية قبل سنوات، حيث اوردت سنة 2012 مجلة "لوبوان" الأسبوعية تساؤلا لسيغولين قالت فيه: "هل كانت نجاة ستصل إلى ما وصلت إليه لو كان اسمها كلودين دوبون؟".
وادعى خصوم الوزيرة انها غيرت اسمها من كلودين دوبون إلى نجاة بلقاسم وذلك لكي تستقطب العمال والمستبعَدين والشباب المتحدر من أُصول متنوعة في حملاتها الانتخابية لتحيط نفسها بهم..وهو ما ورد في ذات العدد من مجلة لوبوان سنة 2012 الذي نسب إلى لسيغولين روايال قولها " على نجاة بلقاسم أن تقبل حقيقة أنها وصلت بفضل أصلها المختلف وأن تضطلع بهويتها وتكون فخورة بها"..
هذه الادعاءات سبق للمرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة الفرنسية سيغولين روايال ان نفتها وكذبت كل ما كتب بشأن ذلك، إلا ان تعيين نجاة فالو بلقاسم في منصب حساس كوزيرة للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، جعل الخصوم يعيدون الهجوم عليها عبر اختلاق اكاذيب ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنيت..
وتستمر حملة الانتقادات التي تتعرض لها نجاة فالو بلقاسم بسبب مواقفها الجريئة حول المناهج المدرسية والمساواة بين الرجل والمرأة ومسألة "النوع" اوالجندر، حيث شن المحافظون هجوما على تعيينها وزيرة للتعليم، واعتبروها صاحبة أيديولوجيا هدامة أي "نظرية الجندر"، التي تدافع عنها نجاة بلقاسم من خلال العمل على هدم الهوة بين الاطفال الذكور والإناث في المدرسة الفرنسية..
كما ان وزيرة التعليم متهمة ايضا برغبتها إدخال التربية الجنسية الى المدرسة من خلال مقررات ترمي إلى تعليم التلاميذ المساواة بين الجنسين..
ورأت نادين مورانو، النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، أن تعيين نجاة فالو بلقاسم على رأس وزارة التربية هو بمثابة " استفزاز" واضح وصريح للمعارضة، باعتبارها من المدافعات عن "نظرية النوع" التي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا ومن اللواتي قاومن بشدة القانون الذي يمنع ارتداء البرقع في الأماكن العامة.
من جهته، انتقد إريك سيوتي، النائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، تعيين فالو بلقاسم في وزارة التربية كونها تتبنى حسب رأيه "إيديولوجية سياسية خطيرة" قد تخلق انقسامات ومشاكل بين فئات المجتمع الفرنسي.
إلا ان وزيرة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي لم تعر أي اهتمام لهذه الانتقادات حيث ردت بالقول على أحدى القنوات التلفزيية بان "الجدل غير المفيد والنقاشات العقيمة لن يكون لها مكان في وزارة التربية الوطنية"..