احتفل المغرب والبيرو، اليوم الأربعاء في الرباط، بذكرى مرور نصف قرن على إقامة علاقاتهما الدبلوماسية. وبهذه المناسبة، نظم حفل تخلله استعراض للفرقة الموسيقية التابعة للحرس الملكي، التي أدت التحية لعلمي البلدين، قبل أن تتم قراءة رسالة تحية من رئيس جمهورية البيرو، السيد أولانتا هومالا، نوه فيها بالعلاقات الممتازة التي تربط بلاده بالمملكة، مستعرضا في نفس المقام المؤهلات المشتركة التي يزخر بها البلدان.
كما أشاد الرئيس البيروفي بالتعاون القائم بين البلدين، سواء في شقه الثنائي أو في إطار تحالف المحيط الهادي، الذي يعتبر المغرب عضوا مراقبا فيه، أو في إطار قمة أمريكا اللاتينية والعالم العربي، داعيا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، التي تبقى، برأيه، دون مستوى إمكانيات البلدين.
وفي كلمة بالمناسبة، شددت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امباركة بوعيدة، على أن هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعد تجسيدا لمتانة الروابط بين المغرب والبيرو، التي تندرج في إطار التعاون جنوب - جنوب.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الإطار القانوني للتعاون الثنائي تعزز خلال السنوات الأخيرة، بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات، مؤكدة على أهمية تقوية المبادلات بهدف بلورة شراكة مربحة للطرفين.
من جانبه، قدم سفير البيرو بالرباط، السيد كارلوس فيلاسكو منديولا، لمحة تاريخية عن العلاقات الدبلوماسية بين بلده والمغرب، مؤكدا عزم البيرو استغلال الزيارة المرتقبة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، لإعطاء دفعة جديدة للتعاون بين الطرفين. وفي تصريح للصحافة، أوضحت السيدة بوعيدة أن تخليد هذه المناسبة يشكل فرصة لتعزيز العلاقات مع البيرو، التي يمكنها أن تكون بمثابة بوابة لتقوية حضور المغرب على مستوى منطقة أمريكا اللاتينية، معتبرة أن فتح مكتب اقتصادي قريبا في الدارالبيضاء للبلدان الأربعة في تحالف المحيط الهادي من شأنه أيضا أن يعزز المبادلات الاقتصادية. وأشارت الوزيرة إلى أن برنامج هذا الاحتفال يتضمن أيضا أنشطة ثقافية ستنظم في ليما الأسبوع المقبل، فضلا عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية.
وفي ذات السياق، كان سفير البيرو بالمملكة دعا، أمس الثلاثاء بالرباط خلال استضافته في اللقاء الدبلوماسي الأول الذي نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء، ضمن سلسلة اللقاءات التي تعتزم تنظيمها كآلية للتواصل والنقاش بالتعاون من البعثات الدبلوماسية، المغرب والبيرو للاستفادة من الفرص التجارية في اتجاه إرساء شراكات استراتيجية في مختلف المجالات.
وأبرز السفير البيروفي أن المغرب يمكن أن يضطلع بدور رئيسي كبوابة بالنسبة للصادرات والمنتجات البيروفية نحو إفريقيا والعالم العربي، وبالمقابل يمكن للبيرو أن يكون الشريك الاستراتيجي الذي يحتاجه المغرب لدخول أسواق أمريكاالجنوبية ومنطقة الأنديز.
يشار إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والبيرو سنة 1964 فقد شكل موضوع تنمية التعاون والتنسيق الثنائي محور انشغالات مسؤولي البلدين على أعلى مستوى، خاصة بعد الجولة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للعديد من بلدان أمريكا اللاتينية، من بينها البيرو.
وتم، منذ ذلك، توقيع العديد من الشراكات بين المغرب والبيرو، حيث شهد حجم المبادلات التجارية قفزة نوعية مسجلا ارتفاعات بنسبة 400 في المائة خلال السنوات الأخيرة.
كما أن محور الرباط - ليما تعزز من خلال تنامي وتيرة التنسيق بين مسؤولي البلدين بشأن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة على مستوى الهيئات والمنتديات الدولية.