أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت امس الثلاثاء بالرباط، بمناسبة الذكرى التاسعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن هذه الأخيرة تعتبر مشروعا مجتمعيا أحدث تحولا اجتماعيا في ما يخص إرساء مشاورات بين مختلف الفاعلين والمشاركة في إنجاز مشاريع التنمية. ومكن هذا اللقاء، الذي نظمته وزارة الداخلية تحت شعار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رافعة للتحولات الاجتماعية"، من تسليط الضوء على مختلف التجارب على المستوى الوطني والوقوف على التحولات الاجتماعية المسجلة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال على الخصوص، التمويل العمومي للأنشطة المدرة للدخل، والولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، وروح المبادرة الجماعية، وتمثلات مختلف الفاعلين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وحسب المنظمين، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد أحدثت تحولا في مقاربة التنمية الاقتصادية والاجتماعية استنادا إلى مجموعة من القيم والمبادئ ترتكز على احترام كرامة الإنسان وإعادة الثقة للمواطنين وإشراكهم في مسلسل التعبير عن الحاجيات، واتخاذ القرارات وتبني الحكامة الجيدة في إطار من الشفافية واستمرارية المشاريع والمحاسبة والافتحاص.
وأبرز وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، عزيز الرباح، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي حققت مكتسبات هامة، مكنت من ترسيخ منطق الإدماج وتكاملية المشاريع، مشيرا إلى أن المجتمع بدأ اليوم يتملك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويجعل منها أداة للتنمية الاجتماعية.
وبعدما دعا إلى تقييم وتثمين تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعد 9 سنوات من العمل باعتبارها أداة للعمل الميداني على الصعيدين الوطني والمحلي، حث الوزير على التفكير في مشاريع أخرى، علما أن منتجات طورتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحاجة إلى تثمينها وأن طبقات ومناطق لم تلامسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وبصفته رئيسا للمرصد الوطني للتنمية البشرية، أبرز وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أن المرصد أعد دراسات لتحديد أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي لها الأثر الأكبر وكذا تلك التي كانت عاملا في تحول السلوك الذي يعد مؤشرا على التحول الاجتماعي.
وتطرق بلمختار في هذا السياق إلى البحوث الدورية التي أجريت على عينة من 8000 أسرة والتي مكنت من قياس دينامية التغيير لدى الأسر المستهدفة.
ومن جهتها، أبرزت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة مروان، استراتيجية الشراكة بين وزارتها والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تشكل أداة هامة جدا بالنسبة للاقتصاد الوطني والتضامني.
ومن بين التجارب الناجحة المنجزة من طرف وزارتها بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استعرضت الوزيرة إدماج النساء والشباب في قطاع الصناعة التقليدية ومحو الأمية الوظيفية للنساء وإحداث مركز للصناعة التقليدية بتطوان.
ومن جانبه، أبرز المنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية سليمان الحجام، التحولات الكمية وكذا الدينامية المتفردة التي أفرزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدا أن المبادرة تمثل مشروعا مجتمعيا بامتياز أطلقه جلالة الملك محمد السادس من أجل أن يتمكن المغاربة من الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، وتعزيز قدراتهم، وتمكينهم من الاستفادة من حقوقهم الكاملة، ومزاولة الأنشطة المدرة للدخل وتشجعيهم على عيش حياة كريمة على أساس المبادئ والقيم المؤطرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأبرز الحجام الدور المحوري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وقدرتها على خلق التقارب الضروري من أجل إنجاز المشاريع في إطار من التعاون.
وقال إن هذا المشروع الملكي غير مسبوق ويعد آلية لتلقين المواطنة الفاعلة والبناءة، مبرزا أن جميع المشاريع المنجزة تعد تجسيدا وتعبيرا عن حاجيات الساكنة المعنية.
وأبرز رئيس جهة وادي الذهب - لكويرة، بدوره ، المقاربة التشاركية التي أرساها هذا المشروع المجتمعي والأنشطة التكاملية بين مختلف الفاعلين مقارنة مع مشاريع التنمية المحلية.
ومن جهته، أبرز رئيس المجلس الإقليمي للشاوية أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاءت بقيمة مضافة وحققت العديد من المكتسبات، مؤكدا أن الأساسي هو تخفيض التفاوتات بين الوسطين القروي والحضري.
وقد ترجم تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2013 ، بإنجاز 4583 مشروعا و1644 نشاطا ، ما يعادل 6227 تدخلا باستثمار إجمالي قدره 3,9 مليار درهم، ارتفعت ضمنها حصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى 2,2 مليار درهم. وبلغ العدد الاجمالي للمستفيدين من المشاريع مليون و277 ألف و522 شخصا.