نظم، أمس الخميس بكابيل جنوب غرب هولندا، حفل تكريمي للجنود المغاربة الذين قضوا دفاعا عن حرية المملكة الهولندية إلى جانب رفقائهم في السلاح الفرنسيين والهولنديين. وتميز هذا الحفل، الذي شارك فيه على الخصوص سفير المغرب في هولندا عبد الوهاب بلوقي ودبلوماسيون أجانب، بحضور عشرات من أعضاء الجالية المغربية من أجيال مختلفة.
وبعد أن أشاد بالجنود المغاربة ورفقائهم في السلاح الأوروبيين الذين قتلوا في ساحة المعركة، أكد السيد بلوقي ضرورة نقل هذا الإرث المشترك للأجيال المقبلة.
وشدد على ضرورة تعزيز مكانة هذا الحدث باعتباره يخلد الشجاعة والبطولة والتضحية الكبيرة للمغاربة، بالنسبة لمعظم الشباب الذين يحلمون بالسلم والحرية ويتطلعون إلى حياة هادئة. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ودعا كافة الفاعلين السياسيين والجمعويين ووسائل الإعلام الهولندية إلى مواصلة وإبراز " هذا الواجب المرتبط بالذاكرة وهذا التاريخ المشترك"، وتلقين الأجيال المستقبلية بأن "السلم والتماسك الاجتماعي يتنحيان عندما تصبح الكراهية قاعدة سلوكية".
ومن جانبه، أكد سفير فرنسا في هولندا بيير مينا أنه في تاريخ شعوبنا القديمة، قدمت بعض النساء والرجال نموذجا من خلال الدفاع، بشجاعتهم وروح التضحية لديهم، عن حرية وسيادة دولنا".
وأشاد السيد مينا الذي أكد على ضرورة الحفاظ على هذه الذاكرة من النسيان، بالجنود، ومن بينهم عدد كبير من المغاربة، الذين قدموا حياتهم لقاء حرية هولندا.
وبعد أن أبرز الاستقبال الحار لسكان كابييل للجنود الذين قدموا لمساعدة إخوانهم الهولنديين في مكافحة الاحتلال، سجل عمدة هذه المدينة الصغيرة أن "الموت لم يميز بين الرجال، ولن نفعل ذلك نحن أيضا".
وقال نحتفل ونكرم اليوم جميع العسكريين كيفما كان أصلهم ولون بشرتهم أو دينهم".
ومن جهته، أعرب رئيس جمعية الأمل (المنظمة) السيد محمد أشهبون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحه للاهتمام المتزايد الذي توليه الجالية المغربية لهذا الحدث السنوي، مضيفا أن هذه المبادرة التي تم إطلاقها منذ أربع سنوات، تعد ثمرة جهود بذلت منذ فترة للاعتراف بالإسهام المؤكد للجنود المغاربة في تحرير هولندا.
وسجل السيد أشهبون أن هذا الاعتراف الذي من شأنه النهوض بصورة المغاربة المقيمين في هولندا، يعتبر أفضل رد على ادعاءات واستفزازات أقلية من المتطرفين للجالية المغربية في هذا البلد.
وتميز هذا الحفل بتحية العلم والنشيد الوطنيين للمغرب وهولنداوفرنسا، ووضع إكليل من الزهور وفاء لذاكرة الجنود الذين قتلوا في الحرب.