كان لتخوفات منافسي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في انتخاب 17 ابريل الجاري، وكذا بعض الملاحظين السياسيين، من زيارة جون كيري للجزائر ما يبرره ، خاصة في ظل اجواء الحملة الانتخابية التي تجري على قدم وساق بين مختلف المتنافسين.. كما ان المعارضين لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة راوا في زيارة جون كيري للجزائر في هذا الظرف بالذات، تزكية ودعم للمرشح بوتفليقة ضدا على كل الاعراف الدولية التي تقتضي الناي عن الشأن الانتخابي حتى تمر العملية في جو من الديمقراطية والتنافسية الشريفة..
وإن كان كيري لم يقصد بزيارته الجزائر التأثير على العملية الانتخابية وكذا دعم أي طرف فيها، فإن انصار بوتفليقة وعصبته سارعوا إلى استغلال هذه الزيارة في حملتهم لصالح الرئيس المنتهية عهدته..
وفي هذا الاطار وزعت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قصاصة اخبارية امس الجمعة عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري و لقاءه بالرئيس عبد العزيز بوتفليفة، أوردت فيه تصريحا نسبته لجون كيري يقول فيه: "نحن سعداء برؤية مسار الانتخابات الرئاسية يمر في جو شفاف". .
هذا الافتراء ردده عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، في تجمعه الشعبي، يوم الخميس بولاية الجلفة في إطار الحملة الانتخابية لفائدة "المرشح الغائب"، "إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، عن الجزائر، هي بمثابة اعتراف من أرقى دولة الديموقراطية في العالم، لما تعرفه الجزائر في المجال السياسي والدموقراطي".
سلال ادعى، خلال ذات التجمع، ان مسؤول الدبلوماسية الأمريكية، ان "جون كيري قال في تصريح طويل إن الجزائر دولة قوية، وهي في مسار انتخابي وديموقراطي صحيح"، مضيفا دون ان يرفّ له جفن ان "هذا اعتراف من اكبر دولة ديموقراطية في العالم"..
كل هذه الاكاذيب التي قصّها سلال على الحاضرين في ذات التجمع كانت بغرض التاثير عليهم واقنالعهم بان الفضل في ما وصلت غليه الجزائر من مكانة مرموقة لدى أكبر دولة في العالم(الولاياتالمتحدةالامريكية) يرجع الفضل فيه إلى شخص "الرئيس بوتفليقة" الذي بوأ الجزائر مكانة على المستوى الدولي، حيث قال ان كل هذا جاء "بفضل بوتفليقة الذي أعاد الأمن والطمأنينة، والدول الكبرى تعترف بالجزائر، بعدما كنا في التسعينيات غير قادرين حتى على شراء باخرة سميد"...
هذه الاضاليل والأكاذيب لم تكن لتمر دون الرد عليها من طرف الولاياتالمتحدةالامريكية، خاصة انها تناقض الواقع وتضر بصورة امريكا، حيث نشر موقع وزارة الخارجية الأمريكية تصريحا لكيري مخالفا لما قالته الجزائر جاء فيه "نحن نأمل أن تمر الانتخابات في جو شفاف يلتزم بالمعايير الدولية.."
ويمكن للقارئ او المستمع ان يلحظ الفرق الواضح بين تصريح كيري الذي جاء فيه "نحن نأمل أن تمر الانتخابات في جو شفاف يلتزم بالمعايير الدولية" وبين افتراء عصبة بوتفليقة ومدير حملته الانتخابية الذي ادعى ان كيري قال" نحن سعداء برؤية مسار الانتخابات الرئاسية يمر في جو شفاف".. إلا إذا كان حكام الجزائر لا يفهمون الانجليزية وهو ما لا نعتقده، لان الذي استطاع ان يفرض على الجزائريين شخصا مريضا ويحاول بكل الوسائل ترشيحه لعهدة رابعة، بعد 15 سنة من الحكم المقترن ب"الحكرة" والمعاناة، قادر على فك طلاسم اعقد اللغات ولو كانت من نوع "الدمياطي"..
وليكون الرأي العام الجزائري والدولي على بينة من الامر، كثف قسم "المغرب الكبير" في وزارة الخارجية الأمريكية من اتصالاته بالصحافة الجزائرية لتصحيح تصريح كيري، الذي تم تحريفه من طرف سلال وعصبة بوتفليقة، حتى لا يحسب على الإدارة الأمريكية انها مساندة لترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة ..