أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، اليوم الجمعة بالرباط، أن السلطة الروحية لجلالة الملك محمد السادس تضطلع بدور طلائعي في إشاعة التدين الوسطي. وقال مزوار، خلال ترؤسه رفقة نظيره الأمريكي، جون كيري، افتتاح أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، إن "السلطة الروحية التي يتمتع بها صاحب الجلالة باعتباره أميرا للمؤمنين، تضطلع بدور طلائعي في محاربة التطرف وإشاعة التدين الوسطي والمعتدل، والتعاون مع الدول الإفريقية الصديقة في المجال الديني".
وأشار إلى أن هذا الدور يأتي في وقت "ما أحوج إفريقيا فيه إلى الدعم الروحي، ما دامت مكافحة الإرهاب تمر أيضا عبر بناء أرضية الاعتدال والتشبع الروحي بقيم التسامح".
وأكد، في هذا السياق، أن توجه المغرب نحو الفضاء الإفريقي يقوم على دعم الشعوب الجارة والصديقة، مستعرضا في هذا الإطار الجولات المختلفة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى العديد من الدول الإفريقية الصديقة.
وأوضح أن هذه الجولات تهدف إلى تعزيز وتقوية التعاون جنوب-جنوب، وتركز على حفظ السلام، وحل النزاعات بالطرق السلمية والتنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية للعديد من الدول الإفريقية. كما أشاد السيد مزوار بمبادرة الولاياتالمتحدة تنظيم يومي 5 و6 غشت المقبل، القمة الأولى للولايات المتحدة وإفريقيا، مبرزا أنها تمثل "إشارة قوية عن التزام الإدارة الأمريكية لصالح تنمية القارة".
وقال إن المغرب مقتنع بهذا الصدد، بضرورة تنفيذ برامج مشتركة مع شريكه الأمريكي لضمان الاستقرار والازدهار الاقتصادي والولوج إلى الطاقة وتعزيز التجارة وتشجيع الاستثمارات في شتى الميادين.
كما أعرب عن قناعة المغرب بقدرة البلدين على بناء شراكة قوية موجهة للفضاء الإفريقي تقوم على ثلاثة أعمدة هي المغرب والولاياتالمتحدة، وإفريقيا، قصد الاستثمار المشترك لموقع المملكة كبوابة رئيسية في شمال إفريقيا نحو أوروبا والقارة.
وتشكل الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي التي تعقد تحت شعار "تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين"، فرصة للرقي بالشراكة المتينة بين أمريكا والمغرب في جميع مجالات التعاون، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية.