طالبوا بالتوزيع العادل لمنحة ملياري سنتيم واستنكروا اعتماد معيار الطبقية تبرأ بعض عمال منتجع «مازغان» بالجديدة من قيم الليبرالية والاقتصاد الحر التي كانوا، حتى وقت قريب، يؤمنون بها حد الاعتقاد، بحكم طبيعة عملهم والخدمات التي يقدمها المنتجع حيث يشتغلون، ليتبنوا فكر كارل ماركس وإنجلز، المتمرد على التوزيع غير العادل للثروات واعتماد الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد وعدم المساواة بين رب العمل والمستخدم. سبب هذه «الثورة» التي أعلنها البعض جهارا، بعد أن رفض تسلم بعض الدولارات من هبة بقيمة مليوني دولار منحها عاهل المملكة السعودية لجميع العاملين ب «مازغان»، شكرا لهم على العناية والخدمات التي أسدوها له طيلة مقامه بالمنتجع، وتعبيرا عن حبه لبلد فضله عن بقية بلدان العالم لقضاء فترة النقاهة، فيما تسلم بعض العاملين والأطر ما أسموه «الفتات» مقارنة بحجم المبلغ والنصيب الفعلي الذي يجب أن يمنح لكل واحد منهم، عاملين بالمثل القائل «عصفور في اليد أحسن من عشرة في الشجرة»، قبل أن يقرروا بعد ذلك الاحتجاج وإبداء غضبهم على طريقة التوزيع. وتحول بعض عمال المنتجع إلى خبراء في المحاسبة، بعد أن استغنى المكلفون بالحدائق والنادلون وحتى بعض الأطر عن أوقات فراغهم وخصصوها لتحويل مبلغ مليوني دولار إلى مقابلها بالدرهم، ثم قسموا المبلغ المحصل عليه على عدد العمال (حوالي 1600 عامل)، قبل أن يكتشفوا أن نصيب كل واحد منهم يجب ألا يقل عن مليون سنتيم، لم يحصل أغلبهم سوى على مبلغ 800 درهم منها والباقي تسلمه كبار الأطر والمسؤولين بعد أن اعتمدت الإدارة توزيعا طبقيا للمنحة، اعتمادا على الراتب المتفاوت أصلا، إذ قسم المستخدمون إلى فئات حسب دخلهم الشهري، فخصص مبلغ 100 دولار للذين يتقاضون ما بين 3000 و6000 درهم، و200 دولار للفئة الثانية التي تتقاضى راتبا يتراوح ما بين 6500 و10000 درهم، و300 دولار للذين يتقاضون ما بين 12 ألف درهم و20 ألف درهم، و400 دولار للذين يتراوح دخلهم ما بين 20 و40 ألف درهم، و500 دولار لما فوق 45 ألف درهم. استفاد أصحاب الرواتب الكبرى مرة أخرى، وتضررت باقي الفئات، لينضاف ذلك إلى البوار الذي أصابهم بعد أن عطل مُقام الملك بالمنتجع مجموعة من المطاعم والحانات وصالات القمار، التي كان يجني العمال من وراء خدمة المترددين عليها مدخولا يوميا يفوق بكثير راتبهم الشهري. اتسعت لائحة ضحايا التوزيع غير العادل لمنح عاهل السعودية، بعد أن كانت ابتدأت بسكان دار بوعزة والبرنوصي بالبيضاء، وطالت سكان مدينة آزمور، الذي نظموا قبل أيام سلسلة احتجاجات على عدم توصلهم بحقهم من الهبة الملكية، وضمت رجال الدرك الملكي بالمدينة الذين حرمتهم القيادة العليا للدرك الملكي من المنحة المخصصة لهم وحولتها إلى مصالح الأعمال الاجتماعية بالرباط. نعمة حولها جشع البعض إلى نقمة، وفي انتظار تصحيح الوضع يستمر القيل والقال حول منح ملك غادر المغرب منذ أيام ولديه اعتقاد كبير أن كرمه كان كبيرا وأنه خلف وراءه مجموعة من الأسر التي سعدت بنيل نصيبها من عطاياه.