يظهر الشباب المغربي روح الجوار بشكل مختلف جدا عن الأجيال الأكبر سنا حسب تقييم سنوي قامت به مؤسسة محمد الخامس للتضامن. المبادرة السنوية الثالثة عشرة للمؤسسة "لنتحد ضد الحاجة" التي تتواصل حتى 30 نوفمبر، تدعو المغاربة للتضامن مع بعضهم البعض. وفي كل سنة، تبحث المؤسسة عن قرب في الروح الجماعية عبر المملكة. وتبدو المبادئ الأساسية للمجتمع المغربي تابثة رغم بعض التغيرات على الروح الجماعية. وفي 2009،جمعت المؤسسة حوالي 200 مليون درهم من التبرعات. سميرة القاسمي المتخصصة في علم الاجتماع قالت لمغاربية إن العقود الثلاثة الأخيرة عرفت تغيرات هامة في طرق رعاية المجتمع المغربي لبعضه البعض. وقالت "يسعى الناس لمساعدة المعوزين في حيهم بشكل سري. نحن لا نتحدث عن المساعدة المادية والمالية فحسب، ولكن الدعم النفسي والمعنوي أيضا. فعلا سبيل المثال، سيرعى الجيران أطفال جيرانهم دون مقابل". مي رقية سيدة في الثمانين من عمرها تتذكر كيف كان الجيران يساعدون بعضهم البعض حتى لاقتراض المال. وقالت بتحسر "في أيامنا هذه الجار لا يكلم جاره خاصة الشباب الذين يعيشون في المدن الكبرى". مي رقية تعيش في منزل ابنها بسلا في عمارة جديدة وقالت إن الجيران "يكتفون بإلقاء التحية بعجالة عندما يقابل بعضهم بعضا". ورغم هذا البعد الاجتماعي المتنامي بين الجيران تقول سميرة القاسمي إن المساعدات الممنوحة للمساجد والجمعيات الخيرية تظهر أن روح التضامن لا تزال حية. زد على ذلك أن الأسر تقدم المساعدة لبعضها البعض رغم أن مستويات هذا التعاون المتبادل في تراجع. وقالت إن الآباء يواصلون الاعتناء بأبنائهم العاطلين عن العمل ويرعى الشباب آباءهم المعوزين. وقالت "لكن المغرب بدأ يشهد عدة حالات نبذ العائلات لمسنيها أو أفرادها العاطلين عن العمل. فالظروف الاقتصادية تزداد سوءا وأعتقد أن هذا أثر على روح التضامن". وكشفت دراسة نشرتها المفوضية السامية للتخطيط في أكتوبر 2010أن تحويلات الأموال داخل العائلات تساهم بشكل كبير في محاربة الفقر والإقصاء "لولا التآزر داخل العائلات لبلغت نسبة الفقر 11.4في المائة عوض 8.6 في المائة في 2007 و 16.6 في المائة عوض14.9 في المائة في 2001. ويتجلى من خلال هدايا مالية والمساعدة في تدبير البيت وتوفير السكن والقروض. وهو جزء من شبكة غير رسمية للأمان الاجتماعي التي تتضمن أيضا مساهمات من المجتمع الأكبر من زكات وهبات وهدايا والعمل التطوعي والمساعدة من المجتمع". وأظهرت الدراسة أن أفراد العائلة المباشرين من أبناء وبنات وأم وأب يساعدون بعضهم البعض أساسا بتقديم المال في حين يقدم باقي أفراد العائلة المساعدة لبعضهم البعض عينا. سعاد بنشويخ، أستاذة، تساعد والديها وأخويها العاطلين عن العمل رغم أنهما يكبرانها سنا. ومع ذلك فهي متزوجة وأم لطفلين. وقالت "لا يمكنني التخلي عنهم يواجهون مصيرهم بمفردهم. فمعاش والدي لا يكفي لتغطية كافة احتياجات عائلة من أربعة أفراد. أقوم بدفع إيجار المنزل وأساعد في نفقات البيت على أمل أن يجد أخواي العاطلين لسنوات على عمل قريبا". بنشويخ قالت إن إحدى صديقاتها اضطرت للتوقف عن مساعدة والديها بعد الزواج لأن زوجها طلب منها الاهتمام ببيتها أولا.