أعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أول أمس الخميس، أنه جرى جمع حوالي 195.2 مليون درهم خلال الحملة الوطنية 12 للتضامن. وأوضح بلاغ للمؤسسة أن الحصة المتأتية من مبيعات الشارات والطوابع البريدية والرسائل القصيرة والمساهمات المباشرة للعموم، وأعضاء المجلس الإداري للمؤسسة ولجنة الدعم الدائمة ، بلغت 127.97 مليون درهم. وأشارت المؤسسة إلى أن التمويلات المباشرة للمشاريع والبرامج أو مبادرات المؤسسة، وصلت إلى 58.3 مليون درهم، في حين بلغت التبرعات العينية 8.9 مليون درهم، في شكل منتوجات غذائية وملابس وتجهيزات صحية وأغطية وحواسيب وأدوية وغيرها. وأكدت المؤسسة أن الالتزام المواطن والتضامني للمتبرعين المغاربة، بداخل كما بخارج المغرب، معبئين وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مجال محاربته للفقر والإقصاء، تأكد مرة أخرى من خلال مشاركتهم في هذه الحملة الوطنية الثانية عشرة، مبرهنين بذلك عن انخراطهم الدائم في المهمة، والأهداف والنتائج التي حققتها المؤسسة. وأضافت أنه طبقا لمقاربتها، فإن مؤسسة محمد الخامس للتضامن ستستثمر الأموال من أجل إنجاز برامج ومشاريع لفائدة المحرومين والسكان الذين يعيشون أوضاعا صعبة. وتميزت أنشطة مؤسسة محمد الخامس للتضامن خلال سنة 2008، بمواصلة المؤسسة لعملها الدؤوب ومجهوداتها الجسيمة ومشاريعها المتعددة، التي طالت مجالات تبلور فيها التضامن في أبهى صوره وتجلياته. وهكذا قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن في إطار "مبادرة ، تمويل وتحفيز" ، بتفويض التسيير لجميع المشاريع التي أنجزتها. وهكذا وفي خضم هذا المناخ التكاملي، سلمت المؤسسة مجموعة من المشاريع، أنجزتها بشراكة مع قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية، بغلاف مالي إجمالي بلغ352 مليون درهم، من بينها 219 مليون درهم مولتها المؤسسة من رصيدها الخاص. وترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 11 نونبر 2008 بأكادير، الحفل الرسمي لتوقيع اتفاقيات تسليم المشاريع، الذي يعتبر تكريسا للاختيارات الاستراتيجية للمؤسسة التي تبادر وتمول وتحفز وتفوت تسيير كل المشاريع، التي تقوم بإنجازها. وبلغت الكلفة الإجمالية للمشاريع المسلمة ما مجموعه351 مليونا و967 ألفا و677 درهما، وهمت إقامة خمسة دور للفتيات ومدرسة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وإحداث خمسة مراكز صحية متخصصة ودار للطفل المريض ومعهدين للتكوين الصحي وثلاث مراكز صحية، وخمس وحدات للولادة، وتسليم أجهزة طبية بتعاون مع وزارة الصحة، وإقامة سبعة مراكز للتكوين المهني بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. كما تتعلق هذه المشاريع بإقامة مركزين للتكوين والتأهيل بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، وإحداث مركزين اجتماعيين وتربويين بتعاون مع وزارة الشبيبة والرياضة، وإنشاء ثلاث قرى للصناع التقليديين ومركب للصناعة التقليدية بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، وإقامة مركز اجتماعي بشراكة مع مؤسسة التعاون الوطني. من ناحية أخرى، ووفاء لدورها المتمثل في تعبيد طرق الإدماج والتفوق، عززت مؤسسة محمد الخامس للتضامن سنة 2008، حجم برامجها التكوينية وأضفت عليها صبغة الاحترافية والتنويع لفائدة المستفيدين المستهدفين (الشباب على وجه الخصوص) والوسطاء (فاعلون اجتماعيون وشركاء المؤسسة). وطبقا للتعليمات الملكية السامية، وبتنسيق مع الفاعلين في ميدان التكوين الفلاحي، أنجزت المؤسسة مركزا للتكوين الفلاحي بسيدي بيبي (إقليم شتوكا آيت باها)، وأنجزت بالمضيق مركزا للتكوين والتأهيل البحري، يهدف إلى توفير تكوين تأهيلي في مهن الصيد البحري وبرامج للتكوين المستمر ومحو الأمية لفائدة البحارة الصيادين بالمنطقة. أما على مستوى تكوين الفاعلين الاجتماعيين، نظم قطب التكوين والهندسة الاجتماعية، الذي أنشئ سنة 2007، دورتين للتكوين بالرباط، لفائدة شركاء المؤسسة من فاعلين جمعويين وتعاونيات. وتمحورت هذه الدورات التكوينية، المنظمة من طرف (أغريسود) ومعهد التكوين ودعم المبادرات التنموية (إفإيد)، وهي جمعيات فرنسية متخصصة في هذا الميدان، حول تقنيات تتبع وتقييم المشاريع الجمعوية للتنمية، وتلك الخاصة بالمقاولات الصغرى. وعلى صعيد التكفل بالأشخاص المسنين، اعتمدت المؤسسة سنة 2008 على مقاربة الإبداع الجماعي، التي جرت بلورتها داخل الملتقى الجمعوي من أجل التضامن (شبكة مكونة من جمعيات شريكة)، لتفعيل مفهوم جديد للخدمات لفائدة الأشخاص المسنين في وضعية صعبة. وفي هذا الصدد، يمثل المركز الاجتماعي للأشخاص المسنين، الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس في شتنبر سنة2008 بحي النهضة بالرباط، أول تجسيد عملي للأفكار والدراسات التي تبلورت خلال أشغال الملتقى الجمعوي من أجل التضامن. كما يندرج الفرع الجهوي بآسفي "محمد كريم العمراني" للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين، الذي شيدته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في إطار لامركزية أنشطة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين التي تغطي جميع التراب الوطني بهدف إرساء سياسة القرب تجاه أسر المستفيدين والمستفيدات. ويعتبر هذا المركز بمثابة مجال طبي وتربوي واجتماعي ومهني، ذي بعد جهوي، حيث صمم كفضاء لتوحيد مساعي المنظمات غير الحكومية، التي تهدف إلى سد حاجيات الأشخاص المعاقين بطريقة مندمجة. كم سيساهم في تطوير الكفاءات والخبرات الكفيلة بضمان إدماج اجتماعي وتربوي ومهني، في إطار مقاربة تشاركية بين مختلف المتدخلين، وعبر انفتاحه على محيطه الخارجي. ومن المهام الأساسية لهذا المركز، الموضوعة لفائدة المعاقين جسديا والمعاقين حركيا وذهنيا والمتأخرين عقليا والأطفال والمراهقين المصابين بالذهان والتوحديين، توجد الوقاية والتكفل المبكر (الطبي والتربوي) بالإعاقة، والتكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية إعاقة، ومواكبة الأسر (توجيه الآباء أو الأولياء)، والتكوين المهني والإدماج الاجتماعي، والتكفل الرياضي. ومن ناحية أخرى، تحتل تنمية ثقافة التطوع لدى الشباب، حيزا مهما في التزامات المؤسسة، فبعد إقرار التجربة التي أنجزت بمعية الطلبة الجامعيين، مكن الانفتاح الذي شرع فيه سنة 2006 تجاه تلاميذ الإعدادي والثانوي، الذين أسسوا نوادي للتضامن بجهة الرباط- سلا لتنظيم أنشطتهم، من إعطاء الممارسة الفعلية للتضامن بعدا اجتماعيا جديدا. وهكذا، تمكنت تلك النوادي سنة 2008، من إعداد وإنجاز مشاريع تتمثل في تجهيز مكتب نادي التضامن بثانوية الحسن الثاني (الرباط)، وإعادة تهيئة وتجهيز مكتبة إعدادية الريحان بدوار لعيايدة (جماعة سهول)، وإعادة تهيئة وتجهيز مكتبة بمجموعة مدارس الكدية (سيدي يحيى زعير)، وتجهيز مكتبة بمدرسة "دار البتول" (سيدي يحيى زعير)، وإعادة تهيئة وتجهيز مكتبة إعدادية عبد الرحمان حجي (سلا). ومكنت هذه التجربة الأولى، باعتبارها مشجعة جدا، من تكرار تطبيق نفس النموذج بجهة الدارالبيضاء التي شهدت بفضل المبادرات التطوعية للتلاميذ الثانويين المؤطرين من طرف جمعية آباء التلاميذ لثانوية محمد الخامس بالدارالبيضاء، إعادة تأهيل وتجهيز مكتبة وقاعة إعلامية متعددة الوسائل، وبهو للعروض، وقاعة للمطالعة، بالثانوية المذكورة. وتفيد الإنجازات برسم سنة 2008، بأن الغلاف المالي الذي رصد للأعمال الإنسانية بلغ 90 مليون درهم، في حين توزعت الأعمال الاجتماعية ما بين التمدرس والتربية والتكوين (97.33 مليون درهم) والاستفادة من العلاجات الطبية (14 مليون درهم). أما الغلاف المالي المخصص لدعم الفاعلين الاجتماعيين فبلغ 26.1 مليون درهم، بينما وصلت قيمة المبلغ المخصص للتنمية المستدامة 16.6 مليون درهم) ومن جهة أخرى، بلغت التبرعات التي حصلت عليها المؤسسة سنة 2008، ما مجموعه 196.08 مليون درهم، من بينها 148.05 مليون درهم مجموع التبرعات النقدية و32.5 مليون درهم على شكل تمويل مباشر للمشاريع و15.94 مليون درهم كمبلغ الهبات العينية. وقد ارتفع حجم التكاليف الخاصة بالمشاريع المنجزة من طرف المؤسسة سنة 2008 إلى 190.8 مليون درهم، بينما بلغ مجموع الموارد المتراكمة المخصصة لمشاريع المؤسسة 431.1 مليون درهم، درت إيرادات مالية بلغت 17.4 مليون درهم. أما تكاليف التسيير (دون قيمة الاستهلاكات والمستخدمين الموضوعين رهن إشارة المؤسسة)، فقد بلغت 2.6 مليون درهم وشكلت 14.9 في المائة من الإيرادات المالية و2 في المائة من التبرعات النقدية.