يدخل فيلم "كان ياماكان" من إخراج وسيناريو سعيد الناصري غمار تجربة جديدة، أو على الأقل لم تتناولها السينما المغربية إلا نادرا، هي الحركة والفرجة، مازجا بين الغرائبي والإسقاطات على الراهن. فالفيلم، الذي تم عرضه الاثنين ضمن فئة (نبضة قلب) في إطار الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (29 نونبر-7 دجنبر)، أثار تصفيقات الجمهور لمرات متتالية، وشد انتباهه لمائة دقيقة تخللتها مشاهد عنف كثيرة، ومطاردات مثيرة، وصدامات بالسيوف والمسدسات والبنادق والمدفعيات المحمولة. ويمزج المخرج، الذي تخرج عام 2002 من مدرسة السينما بلوس أنجلوس ، في فيلمه بين الغرائبي والعجائبي والإسقاطات على الراهن، فيستحضر المشاهد حكايات ألف ليلة وليلة وعلي بابا والأربعين حراميا وكنز علاء الدين، وإن في سياق مختلف. وعلى شاكلة الأمر في الأساطير والحكايات الخرافية، تتداخل الأزمنة والأمكنة في ما بينها في هذا الفيلم (2013)، الذي تم تصوير مشاهده في مدينة مراكش وضواحيها، ويحيل تنوع الأزياء واختلاف الأسلحة، بالخصوص، على عصور تاريخية متباينة، وتحضر الفرجة بقوة في صنع التفاعل مع الجمهور. وكان سعيد س. الناصري ، الذي سبق أن أنجز فيلما قصيرا بعنوان (حكاية القصبة) سنة 2002، طور بمعية رفيقيه كاتبي السيناريو والمخرجين الأمريكيين برايان تايلور ومارك نيفيلدين تقنية استخدام زلاجات خاصة في تصوير مشاهد المطاردة في شوارع المدينة القديمة بمراكش. يذكر بأنه سيتم أيضا في فئة (نبضة قلب)، التي تحتفي بعينة من الأفلام المغربية، عرض (خلف الأبواب المغلقة) لمحمد عهد بنسودة ، و(سارة) لسعيد الناصري، و(هم الكلاب) لهشام العسري.