مع انطلاق مهرجان الفيلم الدولي للمرأة، الذي شهدت قاعة «هوليوود» بسلا، ليلة أول أمس، حفل افتتاحه، انطلقت المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بعرض فيلم «زينب زهرة أغمات» التاريخي لمخرجته فريدة بورقية. فيلم «زينب زهرة أغمات»، الذي تلعب فيه الممثلة فاطيم العياشي دور البطولة، حاولت من خلاله مخرجته المغربية اختزال حكاية واحدة من أهم نساء التاريخ المغربي، وهي زينب النفزاوية التي عاشت خلال العهد المرابطي، وكانت زوجة يوسف بن تاشفين، حين تأسيسه مدينة مراكش، وتوحيده أيضا المغرب في الغرب الإسلامي خلال القرن الثاني عشر الميلادي. وحسب الروايات التاريخية فإن زينب النفزاوية كانت امرأة حسناء، بارز جمالها بالإضافة إلى شيوع حكمتها وذكائها. فاطم العياشي في تجسيدها لهذا الدور استدعت خبرتها في الأداء مرفقة بأنوثتها الطاغية لتلبس دورها صبغة الجمال، وهو ما نجحت فيه، وإن أظهرت أحيانا أن لغتها العربية غير سلسة، حيث لم تتمكن في بعض مشاهد الفيلم من مخارج بعض الحروف. أما عن دور الراحل محمد مجد، وهو دور رئيسي يجسد فيه التاجر والد «زينب النفزاوية»، فقد لقي إعجاب مشاهدي الفيلم، شأنه في ذلك شأن عدد من ممثلي الفيلم، وبينهم محمد خيي الذي تميز أداؤه في دور «لكوط»، حاكم مجموعة من القبائل المجاورة لأغمات، الذي كان أحد أزواج زينب النفزاوية السابقين، قبل زواجها بيوسف ابن تاشفين. كما تميز أداء بنعيسى الجيراري في دور خادم زينب، وإن كان سقط، حسب النقاد، في النمطية لتقديمه الدور نفسه في أعمال أخرى. وحسب عدد من النقاد السينمائيين الذين استقت « اليوم24» آراءهم فإن إدارة مخرجة الفيلم للممثلين لم تكن في المستوى المطلوب، إذ ركزت فريدة بورقية، في فيلم ذي طابع تاريخي، على أربعة وجوه، كما أن الفيلم تضمن، في رأي هؤلاء، أخطاء على مستوى الصوت، وعرف طغيان السرد على حساب مشاهد الأحداث التاريخية التي غابت، وبدت بدون معنى حين اقتصرت المخرجة في مشهد مثل لقاء جيش يوسف بن تاشفين مع جيش ابن عمه على «كومبارس» لا يتعدى عشرة خيول لكل جيش. الفيلم التاريخي الذي أثارت مشاركة فاطم العياشي فيه جدلا قبل عرضه، تبعا لما يشاع عن كونها ممثلة إغراء، ورغم الإخراج الجيد له ظل، حسب بعض النقاد، قاصرا عن تحقيق الفرجة السينمائية التي يمنحها هذا النوع من الأفلام، إذ كان أقرب إلى التلفزيون منه إلى السينما، كما كان السيناريو أضعف مما يجب أن يكون عليه سيناريو فيلم سينمائي تاريخي، يضيف النقاد الذين أدلوا بأرائهم، في تصريحات مختلفة ل» اليوم24». تجدر الإشارة إلى أن المخرجة فريدة بورقية التي سبق لها وأن أبدعت في أعمال سينمائية سابقة، من قبيل فيلم «الجمرة» و»طريق العبالات»، إلى جانب مسلسلات تلفزيونية التي لقيت نجاحا كبيرا لدى المشاهدين المغاربة، عانت كثيرا على المستوى المادي، في بداية تصويرها لفيلم «زينب زهرة أغمات»، حسب تصريح سابق قدمته ل «اليوم24».