أوضحت المخرجة فريدة بورقية، في اتصال هاتفي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعد اطلاعها على بعض الأخبار بخصوص المشاركات الأخيرة الفنية للراحل الهرم، محمد مجد، أن آخر الأعمال التي شارك فيها رحمه الله، كان حضوره المتميز والقوي في الفيلم السينمائي الجديد «زينب النفزاوية» التي قامت بإخراجه ولازالت تسهر حاليا على عملية التوضيب حتى يكون جاهزا للعرض في الشهور المقبلة بالقاعات السينمائية الوطنية، وهو فيلم تاريخي يحكي عن فترة المرابطين، والاسم البارز آنذاك فيه الحاكم يوسف بن تاشفين إلى جانب السيدة زينب النفزاوية، حيث جسد الراحل، محمد مجد، فيه أحد الأدوار الرئيسية وبرع فيه كما عادته بكاريزمية وتمكن لافت أعطى إضافة إلى هذ العمل الدرامي التاريخي نكهة ،لا شك سيكون لها الأثر الايجابي. وبالإضافة إلى الراحل الفنان الكبير محمد مجد قالت المخرجة بورقية إن « زينب النفزاوية» شاركت فيه ، أيضا، أسماء فنية بارزة من بينهم كل من محمد خيي، وبوحساين، الذي لعب دور يوسف ابن تاشفين، بنعيسى الجيراري، مصطفى اهنيني، محمد حراكة، عبد اللطيف خمولي، محمد الشوبي، و الفنانة فاطم العياشي، التي لعبت دور «زينب النفزاوية» وجميلة شاريق. وأكدت مصادرنا على أن مشاهد فيلم «زينب النفزاوية»، وهي شخصية معروفة من النساء بالمغرب، قال عنها ابن خلدون إنها«كانت من إحدى نساء المغرب المشهورات بالجمال والرياسة، وقال عنها صاحب الاستقصا «كانت عنوان سعد يوسف ابن تاشفين، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب».. قد صورت بمدينة مراكش ونواحيها، في شهري يوليوز وغشت الماضيين. إذ يستعرض الفيلم الذي يشكل أحد آخر أعمال الراحل، التي لا شك أنها ستخلد اسمه كأحد عمالقة الدراما الوطنية بفضل العفوية والطلاقة .. التي وسمت جميع أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية على مدى الأربعين سنة الماضية، فكرته مستمدة من مشروع مسلسل تلفزيوني كانت المخرجة ، فريدة بورقية، قد قدمته للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، إلا أنه لم يكتب له أن يرى النور لأسباب قيل عنها «صعوبات مالية»، افضطرت المخرجة إلى اختزال أحداث المسلسل الممتدة إلى ثلاثين (30) حلقة ، في تسعين (90) دقيقة، أي إلى شريط سينمائي تم تقديم مشروعه بداية إلى لجنة دعم المركز السينمائي المغربي، ليتم اختياره من طرف لجنة القراءة على رأس الأفلام المدعمة في تلك الدورة، باعتباره يستعرض محطات أساسية من مسار شخصية وصفت بالقوية لما لعبته من دور في تأسيس وحكم المدينة الحمراء مراكش، حيث كان يوسف ابن تاشفين يستعين برأيها لحصافتها ،حسن تدبيرها، ويستشيرها في أموره، ويتبع ما تشير به إليه.. يذكر أن المخرجة فريدة بورقية سبق لها وأن قدمت أعمالا سينمائية ناجحة، من قبيل فيلم «الجمرة» و«طريق العبالات» إلى جانب مسلسلات تلفزيونية انطباعا جيدا، ونجاحا كبيرا لدى المشاهدين المغاربة كمسلسل «كجنان الكرمة»، «سيدي عبد الرحمان المجدوب»« و«الدار الكبيرة»، «دواير الزمان»، و«حوت البر» وأعمال أخرى.