أكد الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل نوبير الأموي، مساء اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن المغرب ينبغي أن يتحول إلى نقطة جذب عالمية بتعميق الإصلاح وترسيخ الديمقراطية والاستقرار والعدالة الاجتماعية. وأضاف الأموي، في افتتاح المؤتمر الوطني الخامس للكونفدرالية المنعقد تحت شعار "التعبئة العامة من أجل الإصلاح الحقيقي"، أنه لا يمكن جلب الاستثمار وتحقيق النمو بدون ديمقراطية قائمة على الإصلاح، وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعدالة الاجتماعية. واستعرض السيد الأموي، في هذا الإطار، مساهمة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في النضالات العمالية والنقابية من أجل تحقيق الإصلاحات التي عرفها المغرب. وأضاف أن المؤتمر الوطني الخامس للكونفدرالية، الذي ينعقد في الذكرى 35 لتأسيسها، ينعقد في ظرفية وطنية وعربية ودولية تتميز بصفة خاصة بأزمة اقتصادية عالمية.
وأكد السيد الأموي أن هذه الأوضاع تجعل العقل السياسي الوطني مطالبا اليوم بإدراك التوقعات المستقبلية لما يجري في المنطقة والعالم لمواجهة التحديات وبناء الدولة الحديثة. من جهة أخرى، شدد السيد الأموي على ضرورة تعبئة الشعب المغربي من أجل تحصين الوحدة الترابية في الأقاليم الجنوبية، مبرزا أن القيادة الجزائرية، التي تسخر كل إمكانياتها المادية والدبلوماسية والنفطية لمعاداة المغرب، لا تزال متمسكة بأطروحة لا تاريخية في علاقتها بالمغرب. وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد السيد الأموي على ضرورة استحضار هذه القضية في جميع النضالات السياسية والنقابية باعتبارها محور الصراع العربي الإسرائيلي، معربا عن الأمل في تحقيق وحدة الصف الفلسطيني لمقاومة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. من جهة أخرى، أجمعت فعاليات نقابية وسياسية، في تدخلاتها بهذه المناسبة، على ضرورة توحيد العمل النقابي من أجل الحفاظ على المكتسبات والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة. وأوضح السيد عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، في هذا السياق، أن الكونفدرالية والفيدرالية تمكنتا من خلق شروط ملاءمة لعمل نقابي مشترك بينهما من أجل الدفاع عن مكاسب الطبقة العاملة. واعتبر أن هذا التنسيق بين النقابتين خيار استراتيجي، معربا عن أمله في أن يعيد اللحمة بينهما ويتوسع هذا التنسيق لينفتح على نقابات أخرى حتى يمكن بناء قوة للدفاع الجماعي على حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة. أما السيد عبد الرحمان بنعمر، عن تجمع اليسار، فذكر بأن هذا الأخير ساهم في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكذا في وضع الأهداف وسن القوانين والمبادئ للكونفدرالية. وأشار إلى تضامن مكونات اليسار مع مواقف ونضالات ومطالب الكونفدرالية، التي كانت تلتقي معها في العديد من اختياراتها ومطالبها. من جهته، أبرز سفير فلسطين بالرباط السيد أمين أبو حصيرة، الجهود التي يبذلها المغرب شعبا وحكومة لمساندة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته المشروعة لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. وبعد أن ذكر بالمسيرات التي نظمها المغاربة من أجل مناصرة القضية الفلسطينية ورفضا للعدوان الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي، نوه بالجهود التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس. ويتضمن جدول أعمال هذا المؤتمر، الذي ينعقد بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس الكونفدرالية، المناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي خلال الجلسة العامة، قبل تكوين اللجان الخاصة بصياغة التقرير العام والبيان الختامي والأوراش والملف المطلبي والقوانين، وفتح لائحة الترشيح لمنصب الكاتب العام. ومن أبرز النقط التي ستتم مناقشتها من طرف المؤتمرين، الملف المطلبي، وصيغ فرض الحوار، والمفاوضات الجماعية لتسوية القضايا المتعلقة بالجانب المادي، وظروف العمل، والحريات النقابية، والترقيات، وإصلاح القانون الإداري، وإصلاح القوانين الاجتماعية، وحل مشكل التقاعد والمشكل الضريبي.