قال الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نوبير الأموي، الثلاثاء فاتح ماي الجاري، إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لم يف بما التزم به في أول لقاء له مع النقابات. وأضاف الأموي في في خطابه أمام الشغيلة بدرب عمر بالدار البيضاء أنه عوض استمرار اللجنة الوطنية في التفاوض حول المطالب المادية والاجتماعية والمهنية للعمال والموظفين وكل الفئات والقطاعات٬ اختصرت الحكومة الحوار في جلستين مع وزير الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات. وبخصوص الأحداث الهامة التي بصمت الساحة الوطنية في السنة الماضية ٬ قال الأموي إن الانتخابات التشريعية الأخيرة “لم تشكل لحظة تحول نوعي في المسيرة السياسية الوطنية”٬ مشيرا إلى أن الحكومة “تفتقد إلى أي تصور بسبب عدم الوضوح السياسي المحدد للمنطلقات والأهداف المراد تحقيقها”. واعتبر أن الأزمة الاجتماعية تعد نتيجة ل “السياسات العمومية اللاديمقراطية التي انتهجتها الحكومات السابقة والتي كرسها القانون المالي للحكومة الحالية”. وأكد أن الكونفدرالية لن تسمح بإعادة تكرار التجارب السابقة “حيث انفردت الحكومة ضدا على الأغلبية المطلقة للنقابات بجدولة الانتخابات المهنية “٬ داعيا إلى مواصلة الدفاع عن الحريات والحقوق والمطالب المشروعة للموظفين والعمال، ومؤكدا أن إن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ستظل رغم الوضع الصعب ملتزمة اجتماعيا وسياسيا وإيديولوجيا وأخلاقيا بالنضال الاجتماعي في بعده السياسي من أجل التغيير الديمقراطي الحقيقي. هذا وخلدت الطبقة العاملة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ٬ اليوم الثلاثاء ٬ عيدها الأممي هذه السنة تحت شعار “الديمقراطية هي الحل”. ومن جهة أخرى ٬ وبعدما توجه الأموي بتحية إجلال وإكبار للقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني٬ لتضحياتهم الوطنية التي تعتز بها الطبقة العاملة في الدفاع عن وحدة التراب الوطني ٬ ترحم بالمناسبة على أرواح كافة الشهداء الذين سقطوا في ساحة الكفاح حماية لأقاليمنا الوطنية الصحراوية٬ مطالبا الدولة بإيلاء أهمية خاصة لأبنائهم وأسرهم باعتبارهم شكلوا الضمير الجمعي الوطني نيابة على كل المغاربة في استرجاع وتحصين الوحدة الترابية رغم كل الصعاب والمخططات التي واجهوها. واستحضر في السياق ذاته٬ قضية سبتة ومليلية المحتلتين ٬ مطالبا الدولة بضرورة وضع خطة للمطالبة باسترجاعهما. وعلى صعيد آخر ٬ تناول الكاتب العام لهذه المركزية النقابية الأوضاع على الساحة العربية والدولية ٬ مشيرا إلى أن العالم العربي عاش على إيقاع تطورات سريعة لازالت تداعياتها تتفاعل بشكل قوي وتؤثر على الحاضر مخلفة انعكاسات على مستقبل الأمة برمتها. وأكد أن القضية الفلسطينية ينبغي أن تظل٬ مهما كانت الظروف٬ حاضرة في التفكير والوجدان وفي برامج العمل ونضالات الكونفدرالية٬ مذكرا بأن النضال القومي يهم كل الحركات السياسية والاجتماعية والتقدمية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وعلى الصعيد الدولي ٬ سجل الأزمة الاجتماعية ” الخطيرة والمعقدة التي يعيشها العالم بفعل النظام الرأسمالي المتوحش القائم على اقتصاد السوق” ٬ مبرزا أن الإنسانية تعيش اختلالات مجتمعية لم يعرفها التاريخ٬ مما تسبب في توترات عنيفة بسبب العولمة غير المؤطرة المؤدية إلى نشر إيديولوجية الرفاه المزيف.