احتفلت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، صباح أمس الثلاثاء، بالعيد العمالي تحت شعار "الديمقراطية هي الحل"، وسط حضور وصف ب"الباهت وشعارات ساخنة، وتميز الموكب المشارك بساحة درب عمر بالدارالبيضاء بحضور سكان دور الصفيح والمدينة القديمة، وعمال شركات النظافة ونقل المدينة، وكذا عناصر الأمن الوطني المتقاعدين والجمعيات الحقوقية، وعمال عدد من القطاعات الإنتاجية التقليدية. وعكس السنة الماضية، التي غاب فيها عن المنصة، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نوبير الأموي، لأسباب مرضية، سرقت كلمته هذه السنة اهتمام كل الحاضرين، بساحة درب عمر، حيث قال إن الدولة الجزائرية لم تستفد من المتغيرات الكونية، التي حصلت بعد سقوط جدار برلين، إذ صرح أنها لم تستفد من درس ما حصل في العالم العربي لتظل متمسكة بأطروحتها اللاتاريخية المعادية للمغرب في استرجاع أراضيه المغتصبة من أقاليمه الصحراوية، وعوض أن تركب موجة العصر، وتدعو إلى بناء اتحاد مغاربي كضرورة اقتصادية لتشكيل قوة تفاوضية وتكاملية، وإطارا صلبا للتنمية الشاملة لكل شعوب المنطقة، نجدها حبيسة المواقف التي تجاوزها التاريخ وصيرورته. وقال نوبير الأموي، أمام المئات من العمال، بساحة النصر، التي شهدت حضورا أمنيا مكثفا، إن الدولة الجزائرية استفادت من الاستعمار الفرنسي، الذي ضم إليها أجزاء واسعة من التراب المغربي، وتسعى اليوم إلى الاستفادة من الاستعمار الإسباني بخلق دويلة تابعة لها في قلب الصحراء المغربية. وطالب الأموي بتصحيح أخطاء الماضي، فوحدة التراب والأرض تسمو فوق كل الاعتبارات والحسابات، باعتبارها تشكل البعد الوجودي والحضاري للمغرب، ما يفرض الاعتماد على الذات لمواجهة كل التطورات والمخططات، كما استحضر قضية سبتة ومليلية المحتلتين مطالبا الدولة بضرورة وضع خطة للمطالبة باسترجاعهما. وبخصوص الملف الاجتماعي، قال نوبير الأموي إن الكل يعترف بصعوبة الظرفية التي يمر بها المغرب، والأزمة الاجتماعية التي يعيشها، والتي مست كل القطاعات والحقول الاجتماعية من تعليم، وصحة، وسكن، وخدمات، وشغل. وقال عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام ل"ك د ش" في تصريح ل"المغربية" إن حكومة بنكيران لم تلتزم في أول لقاء مع النقابات على مبدأ التفاوض والإشراك الكلي والفعلي في كل القضايا والمطالب التي تهم الحوار الاجتماعي، فعوض استمرار اللجنة الوطنية في التفاوض حول المطالب المادية والاجتماعية والمهنية للعمال والموظفين وكل الفئات والقطاعات، اختصرت الحكومة الحوار الاجتماعي في جلستين مع وزير الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات، وأضاف الزاير، أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تتشبث بضرورة إدراج المطالب الاجتماعية والمادية والمهنية الخاصة بالزيادة في الأجور والتعويضات وتطبيق السلم المتحرك للأسعار والأجور، ومراجعة القوانين التنظيمية لانتخابات اللجان الثنائية ومناديب العمال. وحسب ما جاء في نداء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فإن الشغيلة العالمية تحتفل بفاتح ماي في ظرفية تاريخية تتسم بتدني مستوى العيش جراء ارتفاع الأسعار، وتجميد الأجور والتعويضات، والتسريح الفردي والجماعي للعمال وغياب سياسة تشغيل تفتح بوابة الأمل في وجه الشباب العاطل، إضافة إلى استمرار عرقلة كل حل يضع حلا للنزاع المعيق للبناء المغاربي عبر حل معضلة الوحدة الترابية للمغرب. ودعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الشغيلة المغربية إلى دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في بناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس الشريف، والتفاوض الجماعي وطنيا وقطاعيا وفئويا ومحليا لمعالجة الملفات المطلبية والنزاعات الاجتماعية. وشهدت الشوارع المجاورة لساحة درب عمر بالدارالبيضاء مسيرة ضخمة جاب فيها عمال منضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الأزقة رافعين شعارات تطالب بتوفير العدالة الاجتماعية وعدم انتهاك الحق في التنظيم النقابي ومهاجمة الحريات.