أكد رئيس مجلس النواب الإسباني (الغرفة السلفى للبرلمان) خسوس بوسادا مورينو، اليوم الاثنين بمدريد، أن المغرب بلد يحظى ب"الأولوية" بالنسبة لإسبانيا على جميع المستويات. وأوضح بوسادا، في افتتاح المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني، الذي يلتئم اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء بمدريد، أن "المغرب بلد صديق وجار ويحظى بالأولوية بالنسبة لإسبانيا على جميع المستويات"، مشيدا بالزيارة التي قام بها الملك خوان كارلوس للمغرب في يوليوز الماضي بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف رئيس مجلس النواب الإسباني أن المغرب وإسبانيا، اللذان يتقاسمان نفس التحديات، قطعا خطوات إلى الأمام في تعاونهما الثنائي، وذلك من أجل بناء شراكة استراتيجية، مشيرا إلى أن علاقات التعاون أضحت تتجاوز الجانب الثنائي لتمتد إلى الساحتين الإقليمية والدولية. وعبر المسؤول الإسباني، في هذا الصدد، عن "التزام" بلاده بدعم موقف المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، مبرزا أن المملكة "البلد العظيم" الذي انخرط في مسلسل الإصلاحات، "شريك وفي وموثوق به" للدول الأوروبية. وأشار السيد بوسادا، من جهة أخرى، إلى أن مأسسة المنتدى البرلماني المغربي الإسباني خير دليل على رغبة البلدين في الارتقاء بتعاونهما إلى أعلى مستوى، مشددا على أن النقاشات التي ستسود خلال هذا المنتدى الذي يستمر يومين ستركز على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك كالهجرة والتنقل والأمن والعلاقات الثقافية والسياسية والعلاقات البرلمانية. وخلص رئيس مجلس النواب الإسباني إلى أن الوفد المغربي الهام المشارك في هذا المنتدى والذي يقوده السيدان كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، يعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب لهذا اللقاء "الهام" الذي سيسوده حوار "صريح ومباشر". ومن جانبه، رحب كاتب الدولة في التجارة خايمي غارسيا ليغاز، بالتطور الملحوظ في المبادلات التجارية بين البلدين في السنوات الأخيرة، مذكرا بأن إسبانيا أضحت خلال السنة الماضية (2012) المورد والزبون التجاري الأول للمغرب. وشدد على أن "المغرب شريك اقتصادي وتجاري مهم للغاية بالنسبة لإسبانيا"، معتبرا أن انتعاش اقتصاد هذا البلد الإيبيري، الذي يتوقع أن يخرج من حالة الركود الاقتصادي في الربع الثالث من السنة الجارية، سيكون له أثر إيجابي على العلاقات التجارية بين البلدين. وإلى جانب المنتدى، الذي سيتوج بإصدار بيان ختامي، سيشارك رئيسا مجلسي البرلمان المغربي في ندوة ستنظم بمقر البيت العربي في مدريد حول موضوع "المغرب في القرن الحادي والعشرين: مجتمع في حالة تغير مستمرة" بحضور خبراء وفاعلين من المجتمع المدني. يذكر أن المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الأول عقد بالرباط في الخامس من شتنبر الماضي، وأشاد بيانه الختامي بمسلسل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أطلقها المغرب، والتي توجت باعتماد الدستور الجديد الذي أعطى دفعة للبناء الديمقراطي للمملكة وأرسى أسس تقدم اقتصادي قوي.