اعلن علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني عمر البشير ان الخرطوم تعترف بان الاكثرية الساحقة من السودانيين الجنوبيين اختارت الاستقلال في الاستفتاء الذي جرى لتقرير مصير هذه المنطقة، وذلك في اول رد فعل رسمي شمالي منذ نشرت النتائج الاولية الكاملة للاستفتاء الاحد. وقال طه خلال مؤتمر صحافي "نعلن موافقتنا وقبولنا لنتيجة الاستفتاء"، مشددا على عزم الحكومة على بناء "علاقة حسن جوار مع الجنوب". واضاف ان "اعلان دولة الجنوب سيتم بقرار من رئاسة الجمهورية بعد النتيجة النهائية لاستفتاء تقرير مصير الجنوب".وكان الرئيس البشير اعلن انه سيحترم نتائج الاستفتاء الذي توقع سلفا ان يؤدي الى تقسيم اكبر بلد في افريقيا. واظهرت النتائج الاولية الكاملة للاستفتاء الذي نظم بين 9 و 15 كانون الثاني/يناير في جنوب السودان ونشرت الاحد، ان غالبية ساحقة (98,83%) تؤيد الانفصال. ويتوقع ان تصدر النتائج النهائية للاستفتاء بين 7 و14 شباط/فبراير المقبل، على ان ترى الدولة الوليدة النور في تموز/يوليو المقبل.واضاف ان "لا مجال لحديث عن تصفية حسابات وانما يتم توفيق اوضاع الجنوبيين العاملين بالخدمة المدنية والعسكرية، وان الوجود الشمالي في الجنوب والجنوبي في الشمال لن يكون مبعثا للتوتر". وتعهد طه دعم عمل اللجان المشتركة بين الشمال والجنوب لحل الملفات العالقة بينهما وفي طليعتها الخلاف على منطقة ابيي الغنية بالنفط حيث قتل 37 شخصا في اعمال عنف في كانون الثاني/يناير.وكان مقررا ان ينظم في هذه المنطقة بموازاة استفتاء الجنوب استفتاء لتقرير مصيرها لجهة البقاء في الشمال او الانضمام الى الجنوب، الا ان الاستفتاء ارجىء الى اجل غير مسمى.وكان رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير دعا الاثنين في اديس ابابا الاتحاد الافريقي وبشكل اوسع الاسرة الدولية الى المصادقة على فوز ال"نعم" الساحق في استفتاء جنوب السودان حول حق تقرير المصير.وقال نائب الرئيس السوداني كير الاثنين خلال اجتماع خصص للسودان في اليوم الثاني من قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان هذه النتائج "اظهرت بوضوح ان غالبية ساحقة من الناخبين ايدت خيار الانفصال".وفي الوقت نفسه، قرر المجلس العسكري السوداني في جوبا نشر قوات شمالية وجنوبية مشتركة في منطقة ابيي لضمان الامن وتسهيل حركة تنقل قبائل البدو الرحل وحماية الجنوبيين العائدين، بحسب المركز السوداني للخدمات الصحافية.