قال الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال، اول امس الاربعاء بتندوف، أن بلاده ليس لديها مشاكل مع دول الجوار ولا تريد مشاكل مع أحد. ودعا سلال، الذي حل منتصف الأسبوع بمدينة تندوف، دول المغرب العربي الى التشاور والتعاون فيما بينها لتأمين حدودها المشتركة ومكافحة التهريب.
جريدة العلم، التي اوردت الخبر، قالت انه لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة حل الوزير الأول عبد المالك سلال منتصف الأسبوع بمدينة تندوف حاملا معه غلاف مشاريع بغلاف إستثمار يناهز 15 مليار دولار و منتهزا الفرصة ليوجه الى الجار المغربي و الى قيادة حزب الاستقلال على وجه الخصوص رسائل واضحة و أخرى مشفرة .
وتفادى سلال تضيف ذات الجريدة، خلال تواجده بتندوف زيارة مخيمات الرابوني و لم يشر اليها بالمرة في لقاءاته، و هو ما يؤكد ما ذهبت اليه تحاليل مراقبين سياسيين عن مرحلة الجفاء و عدم الرضا التي تجمع الحكومة الجزائرية بقيادة الرابوني .
وطالب سلال، تقول الجريدة، بتأمين الحدود الجزائرية والحفاظ على الوطن، متعمدا عدم الادلاء بأي تصريح مستفز للمغرب، فيما أعلن عن التحضير الفعلي لاستغلال منجم "غار جبيلات" و استكمال تنفيذ مشروع الطريق البري الرابط بين تندوف و موريطانيا، و الذي سيمكن من ربط المنجم الغني بالحديد بالمحيط الأطلسي، و هو ما يشكل رسالة واضحة و مشفرة في الآن نفسه، تضيف جريدة العلم، مفادها أن الجزائر تتابع بقلق مسعى قيادة حزب مغربي لطرح ملف الأراضي المغربية المغتصبة بشرق المملكة و أنها ماضية في تكريس وجودها بهذه الثغور المتنازع عليها ببرمجة استثمارات ضخمة بها بغض النظر عن جدواها الاقتصادية.
يشار على ان منجم "غار جبيلات"، الواقع على بعد 130 كيلومتر جنوب شرق مدينة تندوف، كان قد أكتشف سنة 1952، وتقدر احتياطاته ب3.5 مليار طن من الحديد الخام و قد فشلت عدة محاولات لانطلاقة استغلاله نتيجة صعوبات لوجيستيكية.
و كان المغرب و الجزائر قد اتفقا مبدئيا منتصف سنة 1970 على عقد شراكة للاستغلال المشترك للمنجم، حيث توفر المملكة ممرا بريا لربطه بميناء الداخلة إلا أن تداعيات حرب الرمال و نزاع الصحراء أقبر المشروع في المهد .