حكايات العدالة والتنمية مع الشعب لا تنتهي، حيث ان هذا الاخير اصبح لازمة في كل خطابات قيادييه ولا تخلو أي مداخلة لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران من كلمة "الشعب"، التي فقدت بريقها لكثرة الاستعمال والتداول حتى اضحت "سلعة بالية".. وفي إطار السيناريوهات المفتوحة امام رئيس الحكومة، بعد الازمة التي خلقها حزب الاستقلال على إثر انسحاب وزراءه من حكومة بنكيران، لم يسقط حزب العدالة والتنمية من باله خيار اللجوء إلى الشعب والاستنجاد به في إطار خيار الانتخابات السابقة لأوانها..
وقد سبق لصقور الحزب وكذا امينه العام ان عبروا علانية عن استعداد الحزب للانتخابات السابقة لأوانها وذلك للاحتكام إلى سلطة و"إرادة الشعب"، الذي اختارهم في آخر استحقاقات تشريعية، حيث بوأهم المركز الاول الذي اهلهم لتكوين الحكومة، وهو يعرفهم جيدا وبالتالي، يقول قياديو العدالة والتنمية، فلا يمكن إلا ان يصوت لصالحهم.
آخر تغريدة لصقر من صقور العهدالة والتنمية كانت تلك التي اطلقها عبد العزيز افتاتي، خلال حديث إذاعي، حيث قال ان "المزاج العام لحزب المصباح، يتجه نحو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، لكن، حتى لا يتهم الحزب بتأزيم وتصعيد الوضعية، يحاول استثمار فرصة البحث عن أغلبية جديدة في اتجاه ترميم البيت الحكومي."
وفي هذا الاطار أكد افتاتي انه لا يمكن أن يحرم "الشعب من أن يقول كلمته، فهو صاحب المشروعية"، وذلك في إشارة إلى سيناريو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، الذي يعتبره القيادي في العدالة والتنمية خاليا من أي تهديد، على اعتبار أن حزبه سيربح هذه الانتخابات كما ربح سابقاتها..
إذا كان المزاج العام لحزب المصباح يتجه نحو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، كما عبر عن ذلك افتاتي، لماذا الدخول في مسلسل مشاورات سياسية مع الاحزاب للبحث عن اغلبية جديدة في اتجاه ترميم البيت الحكومي؟ اليس ذلك مضيعة للوقت ومحاولة لربح أشواط إضافية لصالح حكومة بنكيران؟ ام أن الحقيقة هي ما قاله صقر العدالة والتنمية بأن ذلك يروم رفع التهمة عن الحزب بمحاولة تأزيم وتصعيد الوضع؟..وفي انتظار ما ستؤول إليه مشاورات بنكيران، لفإن الشعب ينتظر ولا شيء اقبح من الانتظار الذي قد يؤدّي إلى انفجار قد يكشف عن حقيقة ال"شعب" الذي يتغنى به العدالة والتنمية..