شرف بلخديم -شعب بريس- يبدو أن الفاعل الأول في مجال الاتصالات مازال متعمداً الاستمرار في نهج وتطبيق سياسة الانترنيت المحدود 3G، مما خلق استياء كبير للعديد من مستخدمي خدمة الانترنيت الجيل الثالث عندما قامت الشركة الموزعة، اتصالات المغرب بحديد الحد الأقصى للتحميل بمقدار 600 ميجاأوكتي ، إذ حين يستوفي المستخدم هذا القدر من تحميل المعلومات فإن سرعة الصبيب تنزل من 1.8 مجيابايتْ/ للثانية إلى 128 كليوبايتْ/ للثانية لمدة شهر كامل. (المصدر: موقع اتصالات المغرب)
إذا عدنا إلى رقم المبيعات التي حققتها مؤسسة اتصالات المغرب في السنوات الخمس الماضية سنجدها من أكبر أرقام مبيعات الشركات المغربية و تقدر بحوالي 15.5 مليار درهم في السنة. ومع ذلك فإن الشركة الموزعة لخدمات الانترنيت والهاتف لا تكف عن ممارسة عمليات النصب والاحتيال لتحقيق أرباح طائلة وتغطية خسائر إستراتيجياتها الفاشلة، مبتدعة طرق جديدة كرفع الأسعار التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي ذو الدخل البسيط، وتحديد الانترنيت، إضافة إلى الإشهارات الخادعة المغرية الغير متناسبة مع الواقع المفجع لخدمات الشركة.
الغريب هو الصمت الذي يسود جمعيات حماية المستهلك والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، حيت لم يصدر لحد الآن أي تحذير بما يقوم به الفاعل الأول، لا من الجمعيات أو الوكالة الوطنية الوصية على قطاع الاتصالات بالمغرب. وهذا ما يشجع استمرارية سياسة النصب والاحتيال التي تطبقها الشركة على المواطن المغربي البسيط مستفيدة من هذا الصمت، علما أن المستخدم للانترنيت اللاسلكي 3G هو الغالبية الساحقة من الشباب الطبقة الوسطى والسفلى.
إن ما تقوم به شركة إتصالات المغرب هي مجرد إستراتيجية جديدة وحنين إلى استراتيجياتها التي كانت تنهجها في السابق عندما كانت تسيطر كليا على قطاع الاتصالات بالمغرب محتكرةً السوق المغربية لخدمات الاتصالات، حينها تفننت في طرق نهب جيوب المواطنين المغاربة وتحقيق أرباحاً طائلة على ظهرهم حفزتها على خلق فروع جديدة في بعض بلدان القارة الإفريقية؛ رافعة أسعار المكالمات والانترنيت كما شاءت إدارتها المكونة غالبيتها من خواص أجانب إلى جانب الرأسمال العمومي. حين كان الانترنيت السلكي بسعر 300 درهم لصبيب بسرعة 128 كليوبايتْ/ للثانية، مستغلة احتكارها للسوق المغربية وتعطش المواطن المغربي لدخول عصر ''العالم قرية صغيرة''.
فالذاكرة تعود بنا إلى سنة 2008 وقتها شرعت ونا (حاليا inwi) بإدخال خدمة الانترنيت اللاسلكي للمغرب، لتبادر في نفس الوقت اتصالات المغرب-شفارة المغرب- بمنافسة المنتوج الجديدة من خلال بيع موديمات بسرعة 512 كليوبايتْ/ للثانية غير محدودة، وبعدها بمضاعفة سرعة الصبيب إلى 1.8 ميجابايتْ/ للثانية للتحوله إلى أنترنيت محدود (600 ميجاأوكتي) ، علاوة على أسعار ملتهبة(200 درهم للشهر). الشركة تعرف جيداً أن هذا عصر النت والاعتماد على المعلومة الرقمية وأن لديها تغطية شبكة تشمل المغرب بأكمله لا تتوفر عليها باقي الشركات المنافسة، وهذا يعطيها امتيازاً جيداً للتلاعبِ بالمواطن المغربي؛ رافعة الأسعار ومحددة القدر الأقصى للتحميل وبيع موديمات كلها اعطاب تقنية وضعيفة الجودة؛ لأنها مستوردة من الصين. قام مؤخراً بعض المستخدمين للخدمة بخلق صفحة على الفيس بوك احتجاجا على الانترنيت المحدود: هنا رابط الصفحة