محركات «بروكسي» العمومية، طريقة «النفق»، أنظمة الاتصال المجهولة... كلها وسائل إلى جانب طرق أخرى متعددة يطورها مستخدمو الشبكة العنكبوتية من أجل التحايل على الرقابة التي تفرضها الدول على مضامين بعض المواقع الإلكترونية. يتمادى المغرب شيئا فشيئا في فرض الرقابة على الأنترنيت. وآخر حادثة في هذا الإطار كانت قبل أيام حيث تم منع موقع «يوتوب. كوم». فما هي الوسائل الممكنة لمواجهة هذه السياسة الجديدة حول الرقابة على مضامين الشبكة العنكبوتية؟ يمكن الآن التحايل على أية رقابة مفروضة على مواقع الشبكة العنكبوتية مهما كانت طبيعتها. وهذا يعني أن أية نية من طرف السلطات العمومية لتقليص الحريات العامة «الرقمية» هي محاولة فاشلة مسبقا. وبشكل عام، تتضمن وسائل التحايل على الرقابة إرسال ملتمس من بعض مستخدمي الأنترنيت الذين يعيشون في بلد تفرض فيه رقابة على بعض مواقع الشبكة العنكبوتية بواسطة آلة وسيطة ليست محظورة. وبشكل ملموس، يمكن حاليا الدخول إلى المواقع الإلكترونية المحظورة بتعلم بعض القواعد الأولية للتحايل على الرقابة كاستعمال محركات «بروكسي» وطريقة «النفق» ووسائل الاتصال المجهولة ك«Pshion» والمحرك «Tropak». وبالتالي، فإن المحرك «بروكسي» هو محرك يعمل بين الزبون (بصفته مبحرا في الشبكة) ومحرك آخر (ويمثل الشبكة العنكبوتية بشكل عام). ويستطيع الجمهور الوصول إلى محركات «بروكسي» لأنها مفتوحة في وجه جميع مستخدمي الأنترنيت من أجل تحقيق الربط مع حواسيب أخرى من أجل ربط الاتصال بالمواقع الإلكترونية. وهناك عدة مواقع تعرض عدة لوائح من محركات «بروكسي» المفتوحة في وجه العموم على غرار الموقع الروسي www.samair.ru/proxy والذي يضم لائحة كاملة بأنواع محركات «بروكسي». الطريقة الثانية من أجل التحايل على الرقابة تتعلق ب«طريقة النفق» والمعروفة باسم «إعادة تسيير الميناء». فيمكن لمستخدم يقطن في الدارالبيضاء، مثلا، تحميل البرامج التي تشكل «نفقا» في اتجاه حاسوب آخر يوجد في مكان لا تكون فيه هذه المواقع محظورة كفرنسا والولايات المتحدة... وتكمن الوسيلة الثالثة في استعمال أنظمة الاتصالات المجهولة كالبرنامج المجاني Pshion» http://psiphon.civisec.org إن المستخدم الذي يريد التحايل على الرقابة يجب عليه ربط الاتصال بآلة مُستخدِما هذا البرنامج ثم التسجيل باسم مستعار ورقم مرور موثوق به تسلمه هذه الآلة. وبمجرد ربط الاتصال بالأنترنيت، يستفيد مستخدم الأنترنيت من معطيات متبادلة بفضل استعمال ميناء مؤمن «SSL». علاوة على ذلك، يمكن الإبحار في الأنترنيت بدون ترك أي أثر باستخدام محرك يضمن السرية التامة ك«Tropak». ويتميز هذا البرنامج بإمكانية تحميله على مفتاح (USB). وللمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع «http://tor.eff.org». وبرنامج «Tor» يشكل أفضل وسيلة أمنية لضمان كل أنواع التبادلات على الأنترنيت. ويمكن لهذا البرنامج أيضا أن يقدم المساعدة بجعل إبحار المستخدم ومنشوراته على الأنترنيت تتسم بالسرية، إلى جانب الاتصالات المخصصة للرسائل الآنية. وبشكل مستقل عن الوسائل التقنية المتعددة للتحايل على الرقابة، تبقى سرعة بديهة وذكاء مستخدمي الأنترنيت عائقا أمام أية محاولة من طرف الدولة لفرض الرقابة على الأنترنيت وتبقى جميع المحاولات فاشلة إلى حد الآن. رشيد الجنكاري - صحافي ومدير المجلة الإلكترونية (ماروك أي.تي)